الرباط، المغرب (CNN)—خلقت لافتة منشورة على محلّ للوجبات السريعة جدلًا في عدد من صفحات فيسبوك بالمغرب، وكذا مجموعة من المواقع الإخبارية، وذلك بسبب تضمنها جملة "تفاديًا لأي إحراج، يبقى الجلوس على الكراسي خاصًا بالذكور دون الإناث" وهو ما اعتبره نشطاء "تحقيرًا للمرأة".
المحل الموجود بأحد الأحياء الشعبية في مدينة سلا، القريبة من العاصمة الرباط، وحسب ما عاينه مراسل CNN بالعربية، هو محل صغير لبيع السندويتشات السريعة، خاصة ما يعرف بـ"المعقودة"، وهي كويرات من البطاطس المطحونة المقلية، كما يبيع أطباق السردين المقلي. ولا يتوفر المحل سوى على طاولتين، بما أن فضاءه صغير للغاية، كما لا يزال محافظًا على اللافتة رغم الجدل الدائر بشأنها.
وتداول نشطاء فيسبوك فيديو يُظهر نقاشًا حاميًا بين صاحب المحل وأحد الزبناء الذين رفض مضمون اللافتة، وذلك حول أحقية نشر لافتة يمنع فيها النساء من الجلوس، إذ برّر صاحب المحل ذلك بأنه مكان خاص، بينما رد عليه الزبون بأنه مكان عام وأن من حق الرجل والمرأة الجلوس، وهو ما أثار غضب صاحبه الذي طلب من الزبون المغادرة.
وفي الوقت الذي لم يكن فيه صاحب المحل حاضرًا إبّان زيارتنا له، قال أحد الجيران لـCNN بالعربية إن الأمر لا يستحق كل هذه الضجة : "هذا محل صغير افتتح أبوابه مؤخرًا وبالكاد يزوره بعض أبناء الحي وليس مطعمًا ضخمًا يتيح استقبال الجميع.. لا نعرف عن صاحبه سوى أنه شخص ملتزم دينيًا ولديه أفكار جد محافظة، كما أن هناك محلات أخرى كثيرة، حيث يمكن للنساء أن يجلسن بكل حرية دون الضغط على صاحب المحل لتغيير ما يقتنع به".
غير أن سفيان فارس، ناشط في مجال الحريات الفردية، كان هو من التقط فيديو النقاش، قال لـCNN بالعربية إن السكوت عن مضمون اللافتة قد يتيح لناس آخرين منع النساء من الجلوس في المطاعم درءًا للفتنة، ممّا يهدد في العمق قضية المساواة بين الرجال والنساء، مشيرًا إلى أنه سيمهل صاحب المحل بضعة أيام لأجل إنزال اللافتة، وإلّا سيتجه إلى القضاء، بما أن القانون المغربي يمنع هذا التمييز.