تونس (CNN)— توّفي رجل أمن تونسي أثناء مواجهات بين الشرطة التونسية ومحتجين في ولاية القصرين، وذلك إثر انقلاب سيارة كانت تقلّه رفقة 28 رجلًا أمنيًا آخر ليلة أمس الأربعاء، كما امتد الاحتقان إلى عدة مدن وولايات تونسية أخرى، واقتحم المحتجون مجموعة من مقرّات الدولة وأغلقوا عددًا من الطرق الرئيسية، فيما استنجدت الشرطة ببوحدات من الجيش لاستتاب الأمن.
وأعلنت وزارة الداخلية وفاة الشرطي سفيان بوسالمي، الذي كان يحمل رتبة حافظ أمن، وهو في طريقه إلى المستشفى متأثرًا بإصاباته البليغة التي أصيب بها إثر انقلاب سيارة للشرطة، فيما صرّح الناطق باسم وزارة الداخلية، وليد الوقيني، للإذاعة التونسية، بوجود "عناصر متطرّفة" ضمن المتظاهرين في هذه الاحتجاجات التي اندلعت إثر وفاة شاب تونسي يوم السبت الماضي في حادث عرضي أثناء احتجاجه على شطب اسمه من لائحة توظيف.
وطالت الاحتجاجات التي بدأت من مدينة القصرين مدنًا أخرى منها المظيلة بولاية قفصة التي أحرق فيها العاطلون الإطارات المطاطية أمام مقرّ المعتمدية، كما تم اقتحام مقرّ ولايتي جندوبة والقيروان، وأغلق المحتجون الطريق الوطنية رقم 3 في مدينة نفطة بولاية توزر، وكذا إحدى الطرق في مدينة الكرم بولاية تونس، كما حاول محتجون اقتحام مستودع بلدي في ولاية بن عروس.
وأغلق شباب عاطلون الطريق الرئيسية في مدينة الصخيرة وأحرقوا العجلات المطاطية، وتم تعطيل نشاط مجموعة من المرافق والمؤسسات العمومية والشركات الصناعية في المدينة حسب ما ذكرته وكالة الأنباء المحلية، فيما تعرّض مركز للأمن الوطني بمدينة الرقاب ولاية سيدي بوزيد، إلى الرشق بالحجارة، وكذا إحراق سيارة إدارية تابعة للشركة البلدية، حسب الإذاعة المحلية، كما تم منع القطارات من مباشرة عملها بعدة مناطق من هذه الولاية.
كما أقدم مواطن بمدينة صفاقس على الانتحار أمس الأربعاء بإضرام النار في جسده داخل الميناء، احتجاجًا على حجز بضاعته التي قالت المصادر الأمنية إنها كانت مهرّبة، وذلك في وقت انتشرت فيه وحدات من الجيش التونسي في عدة مدن تحسبًا لوقوع انفلاتات أمنية، وأعلنت فيه الحكومة التونسية من جانبها عن إجراءات عاجلة لمواجهة الاحتقان، منها توظيف وتسوية أوضاع أكثر من 6 آلاف شاب تونسي.