إسماعيل عزام، المغرب (CNN)-- تحدث رئيس الصابئة المندائية، ستار جبار، عن الوضع "السيء" الذي يعاني منه أتباع هذه الديانة في العراق، مشيرًا إلى أن انغلاق هذه الديانة وعدم ارتكازها على التبشير، أضحى عاملًا يهددها في ضوء هجمات التنظيمات الإرهابية في العراق، ووجود جماعات لا تؤمن بالمواطنة وقبول الآخر، تعمل على القتل وسفك الدماء.
وأضاف ستار جبار في حديث مع CNN بالعربية على هامش مؤتمر "حقوق الأقليات في البلدان الإسلامية" الذي اختتم اليوم الأربعاء بمدينة مراكش المغربية، أن أوضاع الصابئة المندائية "ازدادت سوءًا منذ الاحتلال الأمريكي للعراق، حيث تعرّضوا لعمليات قتل متعددة، إلى جانب بقية الأقليات الأخرى"، لافتًا إلى أن الديانة، لا يتجاوز عدد معتنقيها 300 ألف عبر العالم.
وتابع جبار أن قيادتهم على اتصال دائم ببقية المرجعيات الدينية الأخرى من أجل ضمان حقوق الأقليات، ومنهم الصابئة المندائية التي "عانت على الدوام من نظرة إقصائية"، معتبرًا أن جهود الدولة لضمان حقوق هذه الطائفة تصطدم بوجود جماعات كثيرة لا ترغب باستمرارها، وفقهاء جوامع يحرّضون عليها، وهو ما دفع بالكثير من أبنائها إلى الخروج من العراق.
وحول سمات هذه الديانة، قال جبار: "ديانتنا أقدم حتى من اليهودية، نؤمن بإله واحد وبأنه هو منبع كل الأديان. نشترك مع الإسلام في فكرة التوحيد والوضوء والطهارة والصلاة والصوم والزكاة والكثير من المحرمات. عموما ما يجمعنا بكل ديانات العراق أكثر ممّا يفرّقنا، وسبل التعاون ممكنة على الدوام"، مطالبًا بتطبيق إعلان مراكش ومعه كل الدعوات السابقة لإيقاف القتل الذي يجري في بلاده.
ويعتبر أتباع هذه الديانة أنها أقدم الديانات التوحيدية، وتكتب نصوصها الدينية باللغة المندائية الآرامية، ويعّد النبي يحي بن زكرياء، آخر نبي لها، وآدم أول أنبيائها، كما يسكن غالبية أتباعها حاليًا في العراق وإيران.