إسماعيل عزام، المغرب (CNN)— أعادت واقعة مقتل الناشط الأمازيغي عمر خالق في الفضاء الجامعي بمدينة مراكش، النقاش حول العنف في الجامعة المغربية، سيما وأن هذه الواقعة تأتي أيامًا قليلة على مصرع تلميذ في الحي الجامعي بمدينة أكادير، حيث كان في زيارة لأفراد من عائلته قبل أن يُقتل فيما ترّدد أنه شجار مع طالب آخر.
وحظيت وفاة عمر خالق، الذي قُتل نهاية الشهر الماضي، باهتمام كبير لتوجيه أصابح تهمة القتل إلى فصيل طلابي بعينه، ولانتماء الراحل إلى الحركة الأمازيغية في الجامعة، حيث كان واحدًا من أبرز وجووها في مدينة مراكش، بينما اعتبر شهود عيان أن وفاة التلميذ كانت واقعة منعزلة ولم تندرج في إطار الصراعات بين الفصائل الطلابية في الجامعية الأمازيغية.
وقد نظمت فعاليات أمازيغية يوم الأحد الماضي وقفة احتجاجية أمام البرلمان للتنديد بهذه الجريمة، معتبرين أن الراحل قُتل نتيجة اعتداء عنيف من طلبة صحراويين، فيما لم يتحدث بيان وزارة التعليم العالي عن أي فصيل طلابي بعينه، وقال إن الواقعتين تدخلان في إطار "صراعات فصائلية ذات بعد إيديولوجي تجمع أطيافًا مختلفة من داخل وخارج الجامعة..
كما نفت الوزارة أن يكون عمر خالق طالبًا، وبأنه لم يكن مسجلًا هذا العام في الجامعة، وأجاب الوزير، لحسن الداودي، بلهجة غاضبة على سؤال في البرلمان حول هذه القضية، بأنه لا يتحمل المسؤولية بما أن الواقعتين لم تحدثا داخل الجامعة، وإن هناك أطرافًا خارج الجامعة تحاول تغذية الصراعات بين الطلبة"، كما أنه لا يمكنه أن يعزي أيّ شخص توّفي في الشارع.
في الجانب الآخر، قال منتصر إتري، ناشط أمازيغي لـCNN بالعربية، إن مقتل عمر خالق لم يحدث في إطار مواجهات بين الفصائل، بل إن "مجموعة من مناصري الانفصال في الصحراء، رصدوا أربعة نشطاء أمازيغ، واعتدوا عليهم، بمن فيهم الراحل"، مضيفًا أن ما قاله وزير التعليم العالي في البرلمان" أمر يثير الغرابة، ومبرّر سخيف لعدم قيامه بواجبه في تقديم العزاء".
هذا وقد اعتقلت قوات الأمن عددًا من الطلبة المشتبه بهم في مقتل عمر خالق، حيث لا يزال التحقيق جاريًا معهم، فيما طالبت جمعيات حقوقية صحراوية بإجراء تحقيق محايد ومستقل في ملابسات هذه الأحداث وعدم انتهاك قرينة البراءة، وبضرورة إنهاء كل أشكال العنف داخل الجامعة المغربية التي تعاني منذ عقود من مواجهات عنيفة، سواء بين الفصائل الطلابية، أو بينها وبين قوات الأمن.