الرباط، المغرب (CNN)— تأجلت محاكمة الصحفي المغربي علي أنوزلا إلى موعد لاحق بعدما حضر اليوم الثلاثاء 9 فبراير/شباط إلى المحكمة في أولى جلسات محاكمته بتهمة "المس بالوحدة الترابية"، بسبب عبارة "الصحراء الغربية المحتلة"، لتكون المحاكمة الثانية التي يواجهها بما أنه لا يزال متابعًا بتهم "تمجيد الإرهاب".
ملف هذه التهمة يعود إلى حوار أجراه علي أنوزلا، مدير موقع "لكُم 2"، مع صحيفة بيلد الألمانية شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2015، إذ أخطأت الجريدة في ترجمة كلمة قالها، وعوض الاكتفاء بكلمة "الصحراء"، كتبت في أجوبته عبارة "الصحراء الغربية المحتلة"، وهي عبارة يعاقب عليها القانون المغربي بما قد يصل إلى خمس سنوات سجنًا نافذًا، بما أن ذلك يمس بمغربية الصحراء حسب السلطات المحلية.
وقد قامت الجريدة الألمانية بتصحيح الخطأ في وقت لاحق، كما صرّح علي أنوزلا بأنه لم يذكر أبدًا عبارة "الصحراء الغربية المحتلة" لأن ذلك ليس من قناعاته، غير أن ذلك لم يمنع من بدء مسلسل محاكمته الذي يأتي أشهرًا قليلة بعد عودة موقعه للعمل، منذ حجب النسخة الأولى من الموقع إبّان اعتقال أنوزلا بتهم تتعلّق بتمجيد الإرهاب، بسبب نشره رابطًا يحيل على فيديو لتنظيم القاعدة، ثم إطلاق سراحه فيما بعد.
وفيما لم يصدر تعليق من الحكومة المغربية على هذه المحاكمة، قالت منظمة مراسلون بلا حدود أمس الاثنين إن أنوزلا لا يتحمل مسؤولية هذا الخطأ، معتبرة أنه "من المثير للسخرية إلقاء اللوم على صحفي بسبب خطأ في الترجمة من خلال اتهامه بارتكاب جريمة بهذه الخطورة"، داعية في الوقت ذاته “السلطات المغربية إلى التعقل والتخلي فوراً ودون قيد أو شرط عن التهم الموجهة ضد الصحفي".
كما طالبت منظمة هيومن رايتش ووتش السلطات المغربية بإسقاط هذه القضية، وبالعمل على إلغاء جريمة "المس بالوحدة الترابية" من مشروع قانون الصحافة والنشر المعروض حاليًا في البرلمان ومن القانون الجنائي للمملكة، متحدثة عن أنه رغم توفر مشروع الصحافة الجديد على أحكام إيجابية هامة، إلّا أن "قانون لجم حرية التعبير الشهير في المغرب ليس جزءًا من الماضي".