مغاربة يحتفلون على الشبكات الاجتماعية بأمهاتهم في عيدهن السنوي

العالم
نشر
3 دقائق قراءة
مغاربة يحتفلون على الشبكات الاجتماعية بأمهاتهم في عيدهن السنوي
Credit: AFP

إسماعيل عزام، المغرب (CNN)-- "الميمة".. هو الإسم الذي يجتمع الكثير من المغاربة على إطلاقه على الأم، لا ينافسه في ذلك سوى إسم "الوالدة" أو عند الجيل الجديد اسم "ماما". غير أن التسمية لا تتوقف هنا..

فزيادة على تحويرات بسيطة للإسم في بعض المناطق إلى "مي" "مّا"، يتغيّر الإسم في الثقافة الأمازيغية إلى "إنّا" أو "إنّي" في سوس، بينما في جهة الريف الأمازيغية يطلق الأبناء على أمهم لفظ "يمّا"، وهو اللفظ ذاته الذي يطلقه أبناء المنطقة الشمالية الغربية.

هذه الألفاظ جميعًا احتلّت اليوم الاثنين جنبات مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب، والمناسبة هي عيد الأم الذي تحتفل به الكثير من دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط في 21 مارس/آذار من كل عام. مغاربة كثر اختاروا التقاط صور مع أمهاتهم ونشروها على فيسبوك أو تويتر أو أنستغرام.. هي تعابير بسيطة عن مقدار الاحترام الذي يكنه المغاربة لـ"ست الحبايب".

وجاء موعد عيد الأم لهذه العام متزامنًا مع مصرع ثلاثة قاصرين في أحداث الشغب التي قام بها محسوبون على جمهور الرجاء البيضاوي، وشارك العديد من المستخدمين كلمات مؤلمة حول بكاء أمهات وهن يودعن أبناءهن الوداع الأخير في أحداث عنف خلّفت استياءً واضحًا.

ويقول رضا محاسني، اختصاصي في علم النفس إن المغاربة يحترمون أمهاتهم إلى درجة التقديس. ويعود ذلك لعدة أسباب، أولها عيش المغاربة تحت كنف الأسرة لمدة طويلة من الوقت، وهو ما يفرض استمرار دور الأم في تربية وتتبع أبنائها وإدارة شؤون البيت، ثانيا الجانب الديني بما أن الإسلام الذي يدين به أغلب المغاربة يحثّ على البرّ بالأم ومنحها مكانة أكبر من الأب.

وفيما يتعلّق بالسبب الثالث، يضيف رضا امحاسني أن الظروف القاسية للحمل والولادة، تزيد من تعلّق الأبناء بأمهاتهم، بينما يكمن الرابع في حب الأم اللّا مشروط تجاه أبنائها، إذ لا تنتظر أن يحققوا إنجازات حتى تبيّن لهم عن تقديرها، بل قد تبقي على محبتها الظاهرة لهم حتى وهم يرتكبون سلوكيات مخالفة للقانون، وأخيرًا يكمن الخامس في عدم تشكيلها لأيّ سلطة على الابن أو الابنة واستعدادها الدائم للدخول في وساطة بينهما وبين الأب.

ويؤكد امحاسني في تصريح لـCNN بالعربية أن الاحترام الشديد للأم ليس أمرًا خاصًا بالثقافة المغربية، بل هو حاضر في الثقافة المشرقية خاصة، والثقافة العالمية عامة، متحدثًا أن سيجموند فرويد يؤكد في كتاب له أن الصور القدسية عند الشعوب، بعيدًا عن الدين، هي ثلاثة: الطفل الرضيع، الملك، والأم.