الرباط، المغرب (CNN) تسبّب إعدام سلطات مدينة القصر الكبير (شمال المغرب) الكلاب الضالة بالرصاص في تصاعد مطالب الرفق بالحيوان، لا سيما لتناقل مشهد الإعدام بالفيديو في مواقع التواصل الاجتماعي، وهو المشهد الذي يتكرّر بالمغرب إذ تعمد البلديات إلى التقليل من أعداد الكلاب الضالة عبر قتلها بالرصاص.
وعمّم نشطاء حقوقيون عريضة احتجاجية موجهة إلى رئيس بلدية القصر الكبير، وصل عدد الموّقعين فيها إلى 5 آلاف، تقول إن ما تقوم به سلطات المدينة "يضرّ بصورتها وصورة المغرب"، وإن قتل الكلاب "يعدّ سلوكًا وحشيًا وغير ذي نتيجة بالنسبة للساكنة، بما أن الكلاب تتوالد بكثرة".
وقالت العريضة إن الحلول التي تقدمها المنظمات لصحية الدولية هي تعقيم وحقن الكلاب لمواجهة خطورة عضاتها والأمراض التي قد تسببها، كما أن عملية قتل الكلاب الضالة لا تفرّق بين المسعورة والسليمة، فضلًا عن "أن القرآن يحث على عدم إيذاء الحيوان".
واقترحت جمعية "مثل القطط والكلاب" التي أنشأت العريضة أن بوسعها المساهمة في حملة واسعة لحقن الكلاب ضد "داء الكلب"، لافتة كذلك إلى حل قامت به جمعية أخرى في جنوب المغرب شمل إخصاء الكلاب وحقنها ووضع علامة عليها للاستدلال على سلامتها.
كما أصدرت هذه الجمعية بيانًا مشتركًا مع جمعية حماية الحيوان و جمعية أسبا أطلس، يدعو للمطلب ذاته، متضمنًا أن عددًا من سكان مدينة القصر الكبير يندّدون بهذه الطريقة "الهمجية"، منددًا برفض رئيس المجلس الجماعي للمدينة الإنصات لمطالب الرافضين، ومشيرًا إلى أن الجمعيات الثلاثة تستعد لرفع دعوى قضائية ضد المجلس.
في الجانب الآخر، تدافع السلطات عن إعدام الكلاب الضالة بوصفه "حلًا لإنهاء معاناة السكان من أخطارها"، إذ قال مصدر من داخل بلدية مغربية إن هذه الكلاب تصيب العديد من المغاربة بـ"داء الكلب" وتشكّل خطرًا على البيئة كما تقض مضجع الساكنة بنباحها المستمر، وتهاجم قطعان الماشية.
واستند المصدر ذاته في حديثه لـCNN بالعربية إلى شكاوى نشرها الإعلام أكثر من مرة لمغاربة يشتكون الانتشار المهول لهذه الكلاب، متحدثًا عن أن التقليح تتوقف نجاعته عند الكلاب غير المصابة، أما المسعورة فلا حل آخر غير القضاء عليها، لافتًا إلى أن حل إبعادها لا ينفع بما أنها تعود إلى الشوارع العمومية مرة أخرى.