الجزائر (CNN)— تسّببت وثائق بنما في توتر بين وسائل الإعلام الفرنسية والجزائر، وصل حدّ مقاطعة عدد كبير من الجرائد والقنوات والراديوهات الفرنسية تغطية زيارة رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس إلى الجزائر، فيما اعتبر هذا الأخير أن ما وقع مجرد مشاكل صغيرة لا تؤثر في صداقة البلدين.
ويعود التوتر إلى نشر جريدة "لوموند" صورة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إلى جانب رؤساء دول مشتبه في ارتكابهم لمخالفات مالية ضمن مقالة لها حول "المال المخبأ"، نشرتها في إطار تحقيقها عن وثائق بنما، ورغم أن الجريدة نشرت توضيحًا حول أن بوتفليقة غير معني بالوثائق، بل مقربين منه، إلّا أن الجزائر استدعت السفير الفرنسي احتجاجًا على المقال.
وبعد ذلك، رفضت المصالح القنصلية الجزائرية منح تأشيرة الدخول لصحفي من جريدة "لوموند"، وآخر من قناة كنال بلوس بسبب سخرية برنامج في القناة من بوتفليقة، ممّا دفع بغالبية وسائل الإعلام الفرنسية إلى مقاطعة زيارة فالس، فيما انتقد وزير الشؤون الخارجية الفرنسي جون مارك أيرو السلوك الجزائري، معتبرًا إيّاه ضربة لحرية الصحافة.
ولم يتوقف فالس كثيرًا عند زيارته للجزائر على ما وقع بينها والصحافة الفرنسية، إذ شدّد على "العلاقة الاستراتيجية بين الدولتين التي لا يمكن لفرنسا أن تنحرف عنها"، متحدثًا عن أن بلاده ستبقى "شريكًا اقتصاديًا كبيرًا للجزائر"، وقد قام فالس بالتوقيع على عدة اتفاقيات مع المسؤولين الجزائريين، منهم عبد السلام بوشوارب، وزير الطاقة والمناجم الذي ورد اسمه في تسريبات "وثائق بنما"، لأجل إنشاء مصنع فرنسي للآليات السككية بالجزائر.
وأعاد فالس التأكيد لما نشره سابقًا على تويتر من تأسفه لما وقع من إلغاء تأشريتي الصحفيين المعنيين، غير أنه أشار إلى أن المهم بالنسبة له هو "الرؤية الاستراتيجية للبلدين، خاصة على ضوء الصعوبات والتحديات"، قائلًا: "الصداقة بين الجزائر وفرنسا تتجاوز كل المشاكل الصغيرة".