عمان، الأردن (CNN)-- قال زعيم الجيش الاسلامي السابق للإنقاذ في الجزائر، مدني مزراق، إنه لم يتقدم بطلب اعتماد رسمي لوزارة الداخلية الجزائرية لتأسيس حزب سياسي بعد، بمبرّر أنه لا يرغب بوضع الدولة الجزائرية في حرج الآن، متحدثًا عن أن انتقاداته للرئيس عبد بوتفليقة في قناة الوطن "مشروعة وفق القوانين".
مزراق الذي كان يتزعم أحد التنظيم العسكري للجبهة الإسلامية للإنقاذ خلال الأحداث الدامية التي شهدتها الجزائر ما بين 1991 و2002، نفى في لقاء مع CNN بالعربية من العاصمة عمّان على هامش مشاركته في مؤتمر حول محاربة التطرف نظمه المنتدى العالمي للوسطية، أن تكون السلطات الجزائرية قد رفضت منحه موافقة على تأسيس حزبه، لافتًا إلى أن الحزب سيعمل، بعد الحصول على الترخيص، على مشاركة واسعة في الانتخابات المقبلة.
ونفى مزراق، أن يكون حديثه السابق من خلال قناة الوطن الجزائرية التي أغلقتها السلطات لاحقا تهديدا لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، معتبرا إياه انتقادا مشروعا، قائلًا: " جهة بالدولة قالت إننا لا نملك حق تأسيس حزب، وهذا يضرب المصالحة الوطنية".
وتابع مزراق: "أعرف أن الرئيس مريض لكنني مضطر أن أتوجه له بالحديث لأن الجهة التي فعلت هذا تعمل في الظلام.. وأنا قلت إن لم يصحح الرئيس ذلك سأكتب بيان أقول فيه ما لم يسمعه من قبل، وهذا حقي الديمقراطي عندما أقدم انتقادا لحاكم من الحكام في إطار القانون".
وتابع مزراق حول انتقاده لبوتفليقة :" إن كنت أملك القوة والأدلة في أن أجعله يخسر الانتخابات فهذا حقي الذي يتيح لي الوصول إلى أيّ منصب من مناصب الدولة بالطريقة الديمقراطية. سلاحي في الانتخابات هو أن أجعل خصمي يضعف أمامي بالأخطاء التي يرتكبها والانجازات التي فشل في تحقيقها. هذا عملي وهذا عمل ديمقراطي".
واعتبر مزراق الذي يزور عمّان للمرة الأولى، أن تأنيه في تقديم أوراق اعتماد حزبه، مرده إلى قناعته بتحمل بعض الظلم على حد تعبيره، إلى حين تهيئة الأجواء السياسية لذلك، مضيفًا: " في السلطة أناس كثر يريدون فتح المجال السياسي لكل الجزائريين لخوض التجربة السياسية الديمقراطية الصحيحة. لكن الأوضاع الدولية وهشاشة الدولة وضعفها بعد الذي وقع في البلاد والمأساة التي تركت من آثار لدى الشعب تفرض علينا كلنا أن نتقدم بخطى متأنية وأن نتحمل بعض الظلم".
في سياق آخر، أكد مزراق أن هناك مساع قوية لإنهاء ملف السجناء مع السلطات في بلاده، قائلا إن النقاشات متواصلة لإيجاد صيغة توافقية لهم وإن القضية ستنتهي في وقت قريب، مشددا على أن هناك وعودا رسمية لإطلاق سراح 140 سجينا.
أما عن موقفه حيال إقالة محمد مدين المعروف بالجنرال توفيق، الذي كان يرأس جهاز المخابرات الجزائري إبّان العشرية السوداء، قال مزراق: " رحيل الجنرال توفيق عادي جدا، فقد بقي في الحكم 27 سنة وتقدم بالعمر، وعليه أن يفسح المجال للجيل الجديد من الشباب لهذه المواقع، لكن الأحداث الدولية والصراعات السياسية لم تستطع أن تتقبل هذا، فقُدمت التحليلات والتخريجات والإسقاطات وللكل الحق فيما يقول. ومن خلَفه إنسان طيب وصديق لي وكفؤ، كما أن وجوده سيسرع طريق المصالحة."