هشام العلوي: الربيع العربي أيقظ التعطش للكرامة.. وهناك موجات ثورية قادمة

العالم
نشر
3 دقائق قراءة
هشام العلوي: الربيع العربي أيقظ التعطش للكرامة.. وهناك موجات ثورية قادمة
أرشيفCredit: ABDELHAK SENNA/AFP/GettyImages)

نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)— في محاضرة له بجامعة بيل الأمريكية، قال الأمير هشام العلوي، ابن عم ملك المغرب، إن وضع العرب أسوأ الآن بشكل أكبر ممّا كان عليه الحال قبل 2011، وإن غالبية الدول العربية التي اجتاحتها حركات الربيع العربي "عادت إلى النظم الأوتوقراطية أو شهدت حروبا أهلية"، غير أن ذلك "لن يمنع من عودة الموجات الثورية بشكل أكثر قوة".

وقال الأمير المعروف بآرائه السياسية المثيرة للجدل، في محاضرة ألقاها يوم الثلاثاء 12 أبريل/نيسان 2016، تحت عنوان "هل العالم العربي الآن في وضع أفضل ممّا كان عليه قبل خمس سنوات"، إن "ركود النظم السلطوية كان سببا رئيسيا لقيام الربيع العربي الذي كان حتمياً" وإنه "رغم ما آلت إليه أوضاع الانتفاضات، فإنها ستستمر إلى غاية أن تمتلك شعوب المنطقة صوتاً في الحكم".

وأضاف هشام العلوي: " قد لا نعرف المستقبل وإلى أين سنتجه، لكن العودة إلى الماضي غير ممكنة، ولن يعود بمقدور الحكومات التصرّف بنوع من الحصانة أو انتظار طاعة عمياء من شعوبها، فقد أيقظ الربيع العربي ما لا يمكن له أن يمحى، وهو التعطش للكرامة والحرية الذي سيتم التعبير عنه بعنف أو بدونه".

وأثنى الأمير الذي يوصف في المغرب بُمعارض القصر الملكي، على تونس، فيما قال إن "اليمن وليبيا شهدتا انهيارا للدولة، فيما عادت مصر إلى حكم العسكر، حيث تواجه قوى المعارضة كجماعة الإخوان المسلمين وحركات المجتمع المدني عنفا لم تشهده مصر منذ الفترة الناصرية، فيما تحوّلت سوريا إلى أكثر بقاع العالم تفككا وتشريدا للسكان، وشهد المغرب أشكالا من الإكراه كمحاكمة بعض نشطاء الحراك والتضييق على الجمعيات".

وقال العلوي إن "الحكومات العربية واجهت خلال العقود الماضية عدة أشكال من مطالب لمشاركة أكبر للسكان، بسبب ظهور فئات واسعة من الشباب يرغبون بتحقيق ما عجز عنه آباؤهم، غير أن الحكومات انتظرت أن يحدث تطور اقتصادي يتيح بدائل للشباب، وهو ما لم يتحقق لأسباب كثيرة بسبب انتشار الفساد وتركز السلط في جهة واحدة".

كما تحدث الأمير المغربي عن أن "الأنظمة السلطوية العربية صارت تبحث عن تحالفات جديدة لتغيير وسائل تحكمها في الشعوب، كما استخدمت فزاعة الإرهاب وسعت إلى استغلال حالة الخوف لدى المواطنين كي تعمم مقولة أن لا بديل عنها سوى الفوضى وانعدام الأمن، كما سعت إلى التخويف من التدخل الخارجي، واستخدمت كذلك تكتيك الحفاظ على الإسلام الوسطي".

وتنبأ هشام العلوي بأن هناك موجات قادمة من الثورات ستكون "أكثر عنفا وقسوة"، وأن المجتمع "سيكون بمجمله منخرطاً في حركة التغيير وليس فقط فئات معينة، وسيتعلم الشباب استراتيجيات جديدة في عملية استغلال التكنولوجيا واحتلال الفضاءت العامة وحملات التوعية" زيادة على أن المجتمعات ستعي أن "سقوط نظام ما ليس سوى خطوة أولية في مسار التحول السياسي".