أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- أثار إقرار مجلس الشيوخ والكونغرس الأمريكي قانون "العدالة ضد رعاة الإرهاب" (جاستا)، الذي يسمح لعائلات ضحايا الهجمات الإرهابية بمقاضاة دول أجنبية، استنكارا عربياً وضجة عالمية، إذ أعرب نواب أمريكيون عن عدم دراستهم لعواقب القانون، كما حذر مجلس الوزراء السعودي أمريكا حول "تجنب العواقب الوخيمة والخطيرة التي قد تترتب على سن قانون جاستا."
وكان محللون ومسؤولون سابقون قد قالوا في وقت سابق من العام الجاري إنه رغم جميع التيارات المضادة التي تعصف بعلاقة الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية، الدولتان ليستا في نهاية قصة حب بقدر ما هما في زواج غير سعيد لكلا الطرفين، عالقان مع بعضهما "للأفضل أو للأسوأ."
إذ قال مدير مشروع الاستخبارات في معهد "بروكينغز" ومسؤول سابق في وكالة المخابرات المركزية (CIA)، بروس ريدل: "رغم كل هذه الاختلافات، لن تتطلق المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية.. إذ يحتاجان إلى بعضهما."
اقرأ.. CNN تحصل على وثائق أول دعوى ضد السعودية بقانون جاستا
ولكن الوضع صعب، إذ لا يثق السعوديون بالتزام الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بأمن الخليج ويخافون تحويل اهتمام أمريكا لعدوتها إيران، في حين يصف أوباما السعودية بـ"الحليفة"، رغم شكواه من سياساتها التي يقول إنها تُؤجج الإرهاب المعادي للولايات المتحدة والرعب والفوضى في المنطقة.
ويُذكر أنه خلال زيارة أوباما للرياض لعقد القمة الخليجية الأمريكية في أبريل/ نيسان الماضي، ارتفعت الأصوات التي انتقدت السعودية والتي تمثلت عبر الجهود المبذولة للحد من مبيعات الأسلحة إلى الرياض، والكشف آنذاك عن انخراط السعودية المزعوم في هجمات 11 سبتمبر عبر محاولة تمرير مشرع قانون يسمح لأسر ضحايا الهجمات الإرهابية بمقاضاة الحكومات الأجنبية دون تحصنها بالسيادة السياسية في المحاكم الفيدرالية.
كما لدى المملكة ثقلا دبلوماسيا في المنطقة استخدمته الولايات المتحدة لخدمة مصالحها، إذ قال خبير بالشؤون السعودية في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، ديفيد واينبرغ، إن "السعوديين فاعل مؤثر في الشرق الأوسط العالم الإسلامي الأوسع، لدرجة أن لا وزير خارجية أو رئيس أراد حقا أن يقطع علاقته بها."
أيضا.. السعودية: نأمل اتخاذ خطوات لتجنب عواقب سن "جاستا"
ويظل السؤال هو هل ستتغير علاقات السعودية وأمريكا بعد إقرار الكونغرس الأمريكي، مساء الأربعاء الماضي، قانون "العدالة ضد رعاة الإرهاب"، بعد التصويت بأغلبية كاسحة في مجلسي الشيوخ والنواب، على إلغاء فيتو أوباما ضد القانون، الذي يمنح عائلات ضحايا هجمات 11 سبتمبر الحق بملاحقة السعودية قضائياً على دورها المزعوم في الهجمات.