بدء القمة الأمريكية الخليجية برئاسة الملك سلمان وأوباما يحض على تحسين علاقات الخليج مع إيران

العالم
نشر
4 دقائق قراءة
بدء القمة الأمريكية الخليجية برئاسة الملك سلمان وأوباما يحض على تحسين علاقات الخليج مع إيران
Credit: JIM WATSON/AFP/Getty Images

الرياض، السعودية (CNN) -- بعد يوم من محادثاته المطولة مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، والتي خففت جزئيا من بعض التوترات المتأججة منذ فترة طويلة، انطلقت القمة الأمريكية الخليجية، الخميس، حيث يعمل الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، لإقناع قادة دول الخليج باتخاذ دور أكثر قوة في تحقيق الاستقرار في منطقتهم.

وخلال سلسلة من الاجتماعات في قصر الدرعية في الرياض، يواجه أوباما ضغطا متوقعا من زعماء المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت وعمان والبحرين وقطر لتقديم مزيد من الدعم للعراق الذي مزقته الحرب باعتبارهم شكلوا تحالفا مدعوما من الولايات المتحدة ليواجه تنظيم "داعش" بريا.

وواجه أوباما في الاجتماعات نفس الشكوك المتوقعة التي تخيم العلاقات على بين واشنطن والرياض، وهي المخاوف من تمرد إيران، والشكوك في استراتيجية أوباما بسوريا، والاختلاف في نهج محاربة الإرهاب.

ويُقسم جدول أوباما في قمة مجلس التعاون الخليجي إلى ثلاث جلسات الخميس، أولها تمحور حول استقرار الصراعات الإقليمية. وقال مسؤولون أمريكيون في وقت مبكر إنها ستشمل مناقشة أزمة اليمن، حيث لم يتوقف القتال بين الحكومة والحوثيين المدعومين من إيران رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي ترأسه الأمم المتحدة.  لم توقف القتال. وفي ليبيا، أدى فراغ السلطة إلى تدفق مسلحي "داعش" إلى الدولة.

كما عقد الرئيس الأمريكي وزعماء دول الخليج أيضا اجتماعين منفصلين آخرين، ركز أحدهما على محاربة الإرهاب والآخر على إيران، التي ترى دول الخليج أن تحركاتها عقب تخفيف العقوبات الغربية يجب مراقبتها عن كثب من قبل جيرانها دول الخليج العربية.

وبعد ذلك، يُخطط أوباما لتتحدث للصحفيين قبل مغادرته المملكة العربية السعودية متجها إلى لندن.

وبصرف النظر عن المخاوف بشأن صفقة إيران، يتطلع السعوديون بفارغ الصبر قرار أوباما عن رفع السرية عن الـ28 صفحة من تقرير هجمات 11 سبتمبر، التي يحاول الكونغرس الأمريكي تمرير مشرع قانون من شأنه أن يسمح لعائلات الضحايا أن تقاضي الحكومات الأجنبية. كما يراقبون عن كثب وببعض من الشك جهود واشنطن لمكافحة "داعش" في العراق وسوريا.ورفض المسؤولون الخليجيون أيضا اقتراح أوباما في مقابلة مع مجلة "ذا أتلانتيك" بأن المملكة لم تضع ثقلها في الجهود العسكرية العالمية.

وبعد خروجه من الاجتماع الذي استمر لمدة ساعتين ونصف بين أوباما والملك سلمان، وصف مسؤولون أمريكيون النقاش بأنه كان مثمرا، حيث خفض بعضا من الإحراج الذي تسرب إلى العلاقات الثنائية بين الدولتين. وقال مسؤول تابع لأوباما إن الرئيس الأمريكي "قام فعلا بتنقية الأجواء" مع الملك سلمان خلال محادثاتهما في قصر عرقة في الرياض.

وهذه الاجتماعات لدول مجلس التعاون الخليجي هي متابعة لقمة عُقدت في "كامب ديفيد" العام الماضي، والتي كان من المفترض أن تطمئن حلفاء أمريكا في ظل المفاوضات النهائية على الاتفاق النووي الإيران. وفي كل محادثاته مع الملك سلمان وولي عهد أبو ظبي، الشيخ محمد بن زايد، سعى أوباما إلى التأكيد على التزام الولايات المتحدة بالاستقرار الإقليمي، وتشجيع إقامة علاقة جديدة مع إيران.

ومن جانبه، قال منسق أوباما لسياسة الشرق الأوسط، روب مالي: "هذا الصراع بين دول مجلس التعاون الخليجي، وخاصة بين المملكة العربية السعودية وإيران، يقود إلى الفوضى والطائفية وعدم الاستقرار في المنطقة، ما يُساعد داعش والجماعات الإرهابية الأخرى،" مضيفا: "من الواضح من هم حلفاؤنا ومن هم شركاؤنا، ولكن إذا كان هناك إمكانية لتكوين علاقة مختلفة بين دول مجلس التعاون الخليجي وإيران، علاقة أقل عرضة للحروب بالوكالة، فإننا مقتنعون، وكذلك الرئيس بأن ذلك سيكون جيدا للمنطقة."