الرباط، المغرب (CNN)-- اهتز الرأي العام المغربي لجريمة بشعة نهاية الأسبوع الماضي، تمثلت في إقدام شخص يعاني من اضطرابات نفسية، على قتل 10 أشخاص من أفراد عائلته بسكين ضخم وشاقور، كما حاول قتل بناته الأربعة قبل أن تتدخل القوات الأمنية لإنقاذهن وإلقاء القبض على الجاني البالغ من العمر 45 سنة.
الجريمة التي شهدتها جماعة قروية تابعة لإقليم الجديدة (جنوب الدار البيضاء)، راح ضحيتها والد الجاني وأمه وزوجته وعم والده، وأقرباء آخرين. غالبيتهم من كبار السن. ووفق شهود عيان، فالجاني كان يقتل كل من يجده في طريقه، مستغلا فترة قلة القرية من السكان بسبب فترة التسوق، كما قام بذبح بعض ضحاياه وطعن آخرين.
وقد تفطن بعض الجيران لما وقع، ليربطوا الاتصال بقوات الدرك الملكي (قوات أمنية تعمل خارج المدن) التي طلبت تعزيزات من الدار البيضاء بعدما أبدى الجاني مقاومة في الاستسلام وتحصّن في بيته، كما كاد يجهز على بناته الأربعة، لولا اختبائهن في إحدى الغرف.
واستخدم الدرك الملكي مروحيتين وأطلق رصاصات تحذيرية في الهواء، وقد خلفت الجريمة كذلك إصابة عنصرين من الوقاية المدنية وعنصر من الدرك الملكي بجروح بعدما أصابهم الجاني. وقد أكدت مصادر إعلامية أن الجاني كان يعالج بشكل متقطع عند طبيب نفسي، فيما تبقى أسباب إقدامه على هذه الجريمة مجهولة لحد الساعة.
وفي تعليقه على الواقعة، قال جواد مبروكي، طبيب نفسي مغربي، إنه "من المستحيل على أي خبير نفسي يعالج مريضا ما أن يتوقع درجة خطورة هذا المريض وماذا يخطط له، تمامًا كما لا يستطيع الخبير توقع إمكانية انتحار هذا المريض من عدمها، فضلًا عن أن مثل هذه الجرائم تبقى حالات خاصة للغاية، ونادرة الحدوث".
وأضاف مبروكي لـCNN بالعربية، إن أسباب مثل هذه الجرائم يمكن أن تنحصر في شقين، "الأول أنها قد تتعلق باكتئاب عميق عند الشخص، بحيث لا يكون لديه أيّ أمل في الحياة، ممّا يجعله يفكر في قتل نفسه، وبل وقتل كل من لديه قرابة معه، كي لا يحزنون لفراقه"؟
أما الشق الثاني الذي قد يصدق على هذه الجريمة، هو "معاناة الفرد من حالة هلوسة كبيرة، يفكر معها أن الآخرين يرغبون بتصفيته، ممّا يجعله يفكر بأن يسبقهم في ذلك، وأن لديه أمرًا عاجلًا من اللا شعور بالقيام بالقتل، لا سيما إن كان يعيش في وسط عائلي تكثر فيه المشاحنات. ويضيف مبروكي أن الشخص في هذه الحالة لا يستطيع أبدًا التفكير بشكل سليم، بل لا يعرف حتى اسمه وفي أي منطقة يعيش وما هي قرابته بالآخرين.