تونس (CNN)— استحوذ نقاش المثلية على عدد من وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي بين التونسيين، فمنذ استضافة قناة الحوار منتصف الأسبوع الماضي في برنامج "كلام الناس"، نائب رئيس جمعية شمس التي تدافع عن المثليين، والتونسيون ينقسمون بين مؤيد ومعارض لتمكين هذه الفئة من حقوقها.
وزاد من حدة النقاش ظهور صور على وسائل التواصل الاجتماعي لمحلات مفترضة تمنع المثليين من ارتيادها، فيما خلق آخرون صفحات تنادي بحلّ جمعية شمس ومحاكمة أعضائها، بينما طالب آخرون بمقاطعة القناة التونسية، متهمين إيّاها بـ"نشر الرذيلة في المجتمع التونسي". وفي الجهة الأخرى عمّت حملات تضامنية مع المثليين، وانتشرت صور تحمل عبارات من قبيل "المثلي تونسي".
ولم يعرف بعد مصدر الصور التي تعادي المثليين وماهي المحلات التي وضعتها، إلّا أن مكتب جمعية شمس عقد جلسة استعجالية أمس الأحد، أدان من خلالها ما وصفها بـ"الحملة الممنهجة ضد نائب رئيسها وضد أعضاءها عقب التهديدات التي يتلقونها دوريا و الدعوات المستمرة للعنف"، وبـ"الحملة الهوموفوبية التي تطال المثليين من خلال منعهم من الدخول الى بعض المحلات و المطاعم المخصصة للعموم".
ودعت الجمعية في بيان لها الجهات المختصة وعلى رأسها النيابة العمومية لـ"اتخاذ الاجراءات اللازمة لمحاسبة المحرضين على الأقليات الجنسية وتطبيق القانون في هذا المجال من أجل الحد من التوتر الاجتماعي وحملات التشويه والعنف، وفرض الاحترام بين المواطنين دون أي تمييز".
ومن بين المدافعين عن المثلية، هناك اليساري الطاهر بن حسين، والإعلامي لطفي العماري، والممثلة رأفة عيادي والممثل المسرحي محمد رجا فرحات، بينما في الجهة المقابلة، تستهجن شخصيات أخرى مطالب المثليين، من بينها الممثل الشاب أحمد الأندلسي، والفنان الشعبي وليد التونسي، والإعلامي رفيق بوشناق، بينما قال الكوميدي لطفي العبدلي إن هذا الموضوع لا يهم التونسيين.
ويجرّم القانون التونسي، وبالضبط الفصل 230 من المجلة الجزائية،"اللواط والمساحقة"، وقد تصل مدة العقوبة إلى ثلاث سنوات حبسًا، وهو الفصل الذي تنادي عدة جمعيات تونسية وعالمية بإلغائه، وكذا إلغاء ما يعرف بـ"فحص الشرج"، وهو فحص يقوم به الأطباء، بعد طلب من النيابة العامة، على الأشخاص المشتبه بمثليتهم.