الرباط، المغرب (CNN)— تمحورت خطبة الجمعة في عدد من مساجد المملكة المغربية على "تأكيد تحريم الانتحار عبر إحراق الذات"، وذلك بعد تواتر وقائع إضرام مغاربة النار في أجسادهم لأسباب مختلفة، منهم بائعة الحلوى السيدة فتيحة التي تتهم أسرتها رجال سلطة بدفع الراحلة نحو هذا الاختيار.
خطبة الجمعة التي تكون أحيانا موّحدة وتُلقى بإشراف من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، أشارت في عدد من المساجد إلى أن "المنتحر حرقًا مصيره نار جهنم"، وأن "الإقبال على الانتحار يعدّ دليلًا على ضعف الإيمان"، وقد استندت الخطبة على آيات من القرآن كالآية : "ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيمًا".
كما طالبت الخطبة المؤمنين بالتحلي بالصبر والصلاة عندما تقع لهم مصائب أو أحداث صعبة في حياتهم، وقال خطباء إن "الانتحار ليس حلاً وإنه هروب من مواجهة الصعاب"، كما أن المنتحر "يخسر دنياه ويخسر آخرته".
وربط متتبعون في وسائل التواصل الاجتماعي هذه الخطبة بما وقع من إحراق مواطنين لأجسادهم في الأيام الأخيرة، منهم أساسًا "مّي فتيحة"، وهي بائعة حلويات توفيت بعد إضرامها النار في جسدها أمام مقرّ إداري في مدينة القنطيرة، غرب العاصمة الرباط. وتتهم أسرتها رجال سلطة بإهانتها وحجز حلوياتها، ممّا أدى إلى الانتحار.
كما توفي سائق سيارة أجرة في مدينة طنجة متأثرًا بحروق أصيب بها بعدما أضرم النار في نفسه، إذ قام بالانتحار لأسباب شخصية وأسرية، كما تم إنقاذ بائع متجول أحرق جسده احتجاجًا على حجز بضاعته.