تونس (CNN)-- أحلام النصراوي شابة تونسية ابنة محافظة القصرين، لم تقف الظروف الصعبة التي تعيشها ولا حالة التهميش المحيطة بها أمام طموحها وإصرارها، فالإرادة هي كلمة السر التي بواسطتها فتحت كل الأبواب الموصدة لتسطر اسمها في التاريخ ضمن أفضل 10 قادة شباب في العالم وتكون تجربتها خير نموذج لشباب بدأ يستسلم للفشل ويترك مستقبله للمجهول.
لم يكن الطريق سهلا بالنسبة لأحلام التي لم يبلغ عمرها 24 سنة للحصول على هذه الجائزة ولا صدفة بل هو نتاج عمل ومجهود ورغبة في التغيير إلى الأفضل، واجهتها العديد من العراقيل والصعوبات لا سيما أنها تربت في بيئة مهمشة وفقيرة، فهي ابنة محافظة القصرين المنطقة المهمشة في تونس التي ارتبط اسمها منذ أكثر من 4 سنوات بالإرهاب والجريمة.
هذه الأسباب كانت كافية لأحلام لتبدأ العمل من موقعها من أجل أن تقطع مع هذه الصورة النمطية لبلدتها، فرغم تفوقها في الدراسة وحصولها على شهادة الاستاذية في اللغة الانجليزية وشهادة الماجستير في الاتصال وإدارة الأعمال، إلا أنها رفضت التوقف والانتظار في طوابير البطالة وصممت على الخروج إلى دائرة المبادرة والإنتاج.
بدأت حياتها المهنية بالعمل التطوعي الذي ترى أنه سمح لها بتطوير مهاراتها الخطابية وأكسبها ثقة بالنفس من خلال روح العمل الجماعي، فقامت بتأسيس جمعيات ثقافية من أجل أن تروّج لصورة أفضل للمنطقة التي تفتقر للنوادي الثقاافية ولشبابها، تقول لـCNN بالعربية . " كنت من مؤسسي جمعية بلادي في ولاية القصرين كما أسست جمعية شباب قادة مبادرون والتي اشتغلت على كسر السائد من خلال برامج تدريبية في فن القيادة و الحد من العنف".
وأضافت أن مهمتها في هذه الجمعيات كانت ترتكز على تدريب الشباب في المناطق المهمشة ودمجهم في آليات صنع القرار، إضافة إلى السعي إلى إيجاد طرق علمية ورائدة لتشجيع الشباب على إنشاء مشاريعهم الخاصة والاعتماد على ذواتهم.
الخطوات الإيجابية التي قامت بها أحلام والمبادرات البنّاءة لصالح المجتمع، فتحت لها أبوابا واسعة للمشاركة في عدة دورات تكوينية وأكاديمية في جامعات عدة بالنبال ،السويد ،كندا ،مصر وبولونيا لتنتهي في الولايات المتحدة الأمريكية أين تم منحها جائزة أفضل 10 قادة شباب ملهمين في العالم من قبل وزارة الخارجية تكريماً للجهود التي بذلوها في دعم السلم الإجتماعي وفن القيادة ببلدانهم.
أحلام تشعر بالفرح لهذا التألق والاعتزاز لإختيارها من ضمن أوائل الشباب في العالم كأول تونسية تتحصل على هذا اللقب، مشيرة إلى أنها مسرورة لتشريف بلدها ونجاحها في إيصال مشاغل شبابها ومشاكله والتحدث باسمهم في المنابر العالمية.
وفي كلمتها أثناء تتويجها وسط هذا الأسبوع، دعت أحلام أبناء جيلها من العاطلين عن العمل إلى عدم الجلوس بالبيت وانتظار تدخل الحكومة، وطالبتهم بتسلم زمام المبادرة وأن يكونوا أصحاب مشاريع طموحة، معتبرة أن أكثر ما يدمر أحلامهم هو اليأس والتشاؤم.
وقالت في نفس السياق ." كل شيء وليد ذلك الإيمان والثقة بالنفس، لذلك لا تدع الظروف تمنعك، بل كن أنت من يغيّر الظروفَ ويحولها إلى قصص نجاح ملهمة وتشبث بالحلم إلى آخر لحظة ولا تحط عزائمك من أول فشل".
وعن خططها المستقبلية بعد هذه الجائزة، أكدت أحلام أن هذا التتويج كان لها بمثابة الدافع لتحقيق المزيد في المستقبل، موضحة أنها تعتزم في الفترة القادمة بعث مشروع نوادي تثقيفية وعلمية داخل المؤسسات التربوية بهدف دعم السلم الاجتماعي عبر تدريباتٍ على حلّ النزاعات ومكافحة الإرهاب، إلى جانب أنها ستسعى إلى افتتاح فضاء ثقافي في ولاية القصرين لتعليم وتثقيف الشباب والارتقاء به إلى مصاف صناع القرار.