الرباط، المغرب (CNN)—دخل مجموعة من عمال منجميين في اعتصام مفتوح منذ يوم الاثنين تحت حوالي 400 متر بعمق الأرض في منجمين بإقليم خنيفرة (وسط المغرب) مطالبين بتحسين وضعيتهم الاجتماعية وباستجابة الشركة التي تشغلهم إلى ملف مطلبي يرفعونه منذ مدة.
ويتعلق الأمر بعشرات العمال (تتضارب أرقامهم بين عدد من المتدخلين) الذين يعتصمون في منجمي "إغرام أوسار" و"أيت سيدي أحمد أوحمد" بالقرب من مدينة مريرت. وقد وجهت النقابة التي تحتضنهم، وهي الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، مراسلة إلى وزير الطاقة والمعادن، عبد القادر اعمارة، تنادي منه "التدخل العاجل لإنقاذ أرواح العمال المعتصمين وحل قضاياهم".
وجاء في الرسالة التي وجهت إلى الوزير يوم الثلاثاء 3 ماي 2016 إن "ما يزيد عن 120 عاملا منجميًا اعتصموا في الأنفاق التحت أرضية على بعد 650 مترًا في ظروف غاية في الخطورة بسبب الظلمة الحالكة والحرارة المرتفعة وقلة الأمن وانعدام التهوية، ويأتي هذا الاعتصام بعد استنفاد كل الوسائل الحوارية والتفاوض".
وقال هشام بوحرورة، ناشط إعلامي من المنطقة، إن عدد العمال المعتصين يصل حدود هذه اللحظة إلى "81 عاملا، وإن احتجاجهم يأتي بعد "أوضاع صعبة شهدت وفاة عاملين وجرح آخرين في حادث قبل سنتين، متحدثًا عن وقوع حالات إغماء وسط المعتصمين ونقلها إلى المستشفى، زيادة على تأزم أحوال العمال في قعر الأرض".
وتابع بوحرورة لـCNN بالعربية أن أسر المعتصمين تقوم بأشكال احتجاجية في مدينة مريرت لأجل المطالبة بلفت النظر إلى قضية العمال المحتجين تحت الأرض، لا سيما لإصرارهم على الاستمرار في الاحتجاج إلى غاية تحقيق مطالبهم.
وأضاف بوحرورة أن هناك نقابة أخرى لم تشارك في الاحتجاج لكونها حصلت على توافق مع إدارة الشركة بشأن ملفها المطلبي، لافتًا إلى أن ممثلين عن العمال المعتصمين التقوا منتصف هذا الأسبوع بممثلين عن السلطات المحلية والوزارة المعنية والشركة، دون أن يصل اللقاء إلى نهاية مثمرة بسبب تأكيد المدير على أنه اتفق مع نقابة تمثل العمال قبل أيام قليلة.
كما قال موحا أكوران، ممثل الأجراء، لـCNN بالعربية إن الوضع لم يحمل أيّ جديد من بدء الاعتصام، مضيفًا: "عامل الإقليم يبذل جهودًا لإنهاء المشكل لكن الشركة لا ترغب بحوار جدي. أوضاع المعتصمين البالغ عددهم 67 تنذر بكارثة إنسانية، رغم أن مطالبهم عادية ولا تزيد عن أمور ممكنة كاحترام مدونة الشغل وحضور لجنة وزارية لتفقد المناجم".
وحاولت CNN بالعربية التواصل مع وزير الطاقة والمعادن، غير أنه، ورغم إيصالنا لرسالة إليه عبر مكتبه الإعلامي قبل يومين، لم نتوّصل بأي رّد من لدنه، كما لم تنجح محاولاتنا للحديث مع إدارة الشركة.