رأي لسعد بن غنيم: إعدام الشيخ مطيع "جريمة" وحكومة بنغلاديش تمارس جرائم وانتهاكات بمحاكمات سياسية

العالم
نشر
4 دقائق قراءة
رأي لسعد بن غنيم: إعدام الشيخ مطيع "جريمة" وحكومة بنغلاديش تمارس جرائم وانتهاكات بمحاكمات سياسية
Credit: simahclips/ youtube

هذ المقال بقلم سعد بن عبدالله بن غنيم، المحامي و عضو مجلس إدارة الهيئة الإسلامية العالمية للمحامين، وما يرد به يعبر عن رأيه ولا يعكس بالضرورة رأي شبكة CNN.

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تعمد الحكومة البنغالية وللأسف منذ سنوات إلى مضايقة العلماء والدعاة بمحاكمات هزلية ينتج عنها أحكام بالإعدام تفتقد لأبسط الحقوق والضمانات بتهم مزيفة مضى عليها ما يزيد عن 40 سنة وذلك نتاج حالة التدهور السياسي والاجتماعي الذي تشهده بنجلاديش بسبب تطرف الحزب الحاكم "رابطة الشعب" وقيامه بإنشاء "محكمة الجرائم الدولية" الخاصة، لمحاكمة المعارضين لهذا الحزب المجرم في محاكم تفتقد لأبسط الضمانات التي تشترطها الأعراف القضائية وقواعد العدالة.

وهذه التُّهم التي اتبعتها حكومة بنغلاديش مع معارضيها من العلماء والدعاة معارضتهم الاستقلال عام 1971 وتعاونهم مع الدولة الباكستانية وتأييدهم للوحدة ضمن دولة باكستان الإسلامية، في مواجهة الهند الهندوسية، وهي تهم لو صحت فهي تاج على رؤوس هؤلاء وليست جريمة.

وللأسف أن المجتمع الدولي؛ لا سيما المنظمات الإنسانية ما بين متفرج صامت أو مستنكر على استحياء الأمر الذي جعل الحزب الحاكم يمضي في عجرفته وطغيانه لمزيد من المحاكمات نتج عنها عدة أحكام بالإعدام، لعلماء ودعاة تم تنفيذ العديد منها، ليس أولها ولا آخرها إعدام العلامة مطيع الرحمن دون مراعاة لمشاعر المسلمين ولا سن الشيخ الذي شارف على الثمانين من العمر.

وإذا كنا لا نرجو رشدا لحكومة بنغلاديش ولا نوجه لها هذا الخطاب فإننا نخاطب العالم المتحضر الذي يستنفر كافة منظماته الحقوقية لمحاكمة مجرم محاكمة عادلة وفق قضاء له ضماناته واستقلاله بسبب حكم بسجن أو عقوبة برميه السيرة ولا يحرك ساكناً أمام جرائم الإعدام التي تمارسها بنغلاديش ويتبعها إيران بشكل يدعو للحيرة ويضع علامات استفهام حول نزاهة هذا المجتمع الدولي ومنظماته وأهدافها.

ولهذا فلا غرابة أن تستمر هذه الإعدامات طالما اكتفت هذه الدول والمنظمات بالاستنكار البارد وللأسف.

ولهذا فإنني أدعو أشخاص القانون الدولي والمنظمات الحقوقية ذات المصداقية ودول العالم الإسلامي ممارسة دورها في نصرة هؤلاء العلماء والضغط على حكومة بنغلاديش لإيقاف هذه اللهجة والتطرف اللامسؤول والضغط على "حزب رابطة عوامي" الحاكم ليدرك فداحة الخطأ والخطر الذي ارتكبه بإعدام هؤلاء العلماء وآثار ذلك وصداه المدوي في العالم الإسلامي استنكاراً وتجريماً للحزب، وإقصاء الحكومة البنغالية: بضرورة أن تتحمل مسئولياتها نحو عموم أفراد الشعب خشية الانزلاق في فوضى لا أحد يعلم مداها إلا الله، ومِن أسرع وأفضل ما يحقق ذلك: تحقيق العدل وإيقاف المحاكمات السياسية وإلغاء ما صدر من أحكام ظالمة بحق عدد من علماء بنغلاديش في بنغلاديش، وإطلاق سراح كل من اعتقلوا تحت هذه الذرائع من العلماء، والبدء بمصالحة شاملة، يتم فيها تغليب المصالح العليا للبلاد على حظوظ الأحزاب والأفراد.

والواجب على الدول الإسلامية: ومنظماتها مثل منظمة التعاون الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي التواصل مع حكومة بنغلاديش للكف عن هذه المحاكمات والإعدامات كما يجب على الدول المؤثرة الضغط على هذه الحكومة لإيقاف تنفيذ الإعدامات خشية من الله تعالى وقياماً بواجب نصرة المظلوم، أصلح الله أحوال المسلمين في كل مكان وادم لهم أمر رشد يعز فيه أهل الطاعة وينصرون، ويهدي فيه أهل المعصية انه سميع مجيب.