الجزائر (CNN)— رغم مرور عدة أسابيع على زيارة رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس إلى الجزائر، ولقائه برئيس البلاد عبد العزيز بوتفليقة، إلّا أن الطبقة السياسية لا تزال تعود إلى تفاصيل الزيارة أو تداعياتها، إذ لم يتوقف الجدل عند حدود الصورة التي نشرها فالس لبوتفليقة، وظهر فيها هذا الأخير شاحبًا، بل كذلك إلى طبيعة الوفد المرافق لفالس، ومنهم صحفي إسرائيلي.
ونشر النائب عن تكتل الجزائر الخضراء، ناصر حمامدوش، على صفحته الرسمية بفيسبوك، سؤالًا كتابيا وجهه إلى وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، حول أسباب السماح للصحفي الإسرائيلي "كوتس جدعون" العامل بجريدة "معاريف"، بالدخول للتراب الجزائري يوم التاسع من أبريل/نيسان الماضي، معتبرًا أن الأمر يعدّ "مهزلة سياسية وفضيحة ديبلوماسية".
وقال حمامدوش في ثاني رسالة يوجهها نائب جزائري إلى الخارجية حول هذا الموضوع، إن "اختراق" هذا الصحفي للحكومة والرئاسة ونشره مواد صحفية انطلاقًا من أسئلة طرحها على الوزراء الجزائريين، يعدّ "تطبيعًا عمليًا" مع إسرائيل، متهمًا فرنسا بالوقوف وراء دخول هذا الصحفي وبـ"العبث بالسيادة الوطنية"، بما أنه انتقل إلى الجزائر عبر "جواز فرنسي".
وحمّل حمامدوش مؤسسات الدولة ما وقع، ومنها المصالح الأمنية بالقنصلية الجزائرية بفرنسا، ووزارة الخارجية، متسائلًا: "ألهذه الدرجة أصبحت الجزائر بلا مناعة داخلية ولا حصانة خارجية، وأصبحت مستباحة من طرف "إسرائيل" عبر بوّابة "فرنسا"؟ وبماذا تفسّرون لنا هذه "الفضيحة المدوية؟".
وكانت جريدة معاريف قد نشرت خلال الأسبوع الماضي مادة صحفية تحت عنوان "زيارة نادرة لبلد ذي ماض دموي ومستقبل غامض" من توقيع صحفي بالجريدة، احتوت على مشاهداته للجزائر خلال زيارتها بداية أبريل/نيسان ضمن الوفد المرافق لمانويل فالس، ممّا خلق ضجة واسعة في الشبكات الاجتماعية بالجزائر.
وتعدّ الجزائر من أكثر الدول العربية رفضَا لإسرائيل سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي، وتنظم بشكل شبه مستمر الكثير من التظاهرات والأنشطة الداعمة للفلسطينيين، كما تقوم الدولة بإجراءات كثيرة لضمان "عدم التطبيع" مع إسرائيل، ومن ذلك منع وزارة الثقافة للأفلام التي تموّلها من المشاركة في مهرجانات إسرائيلية.