دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أعرب النائب العام للأمم المتحدة، بان كي مون، عن "صدمته" إزاء حجم الانتهاكات التي وصفها بـ"الجسيمة" التي ترتكبها أطراف النزاع بحق الأطفال، بما في ذلك أفغانستان وسوريا وجنوب السودان والصومال والعراق واليمن، وذلك في التقرير السنوي للأمم المتحدة عن الأطفال والصراع المسلح الذي يغطي عام 2015، والذي شهد لأول مرة إدراج التحالف العربي على القوائم السوداء للانتهاكات.
وأشار الأمين العام إلى البيئات المعقدة التي أنشأتها العمليات الجوية من قبل قوات المسلحة لبعض الدول الأعضاء والتحالفات الدولية، التي أسفرت عن مقتل وتشويه العديد من الأطفال، وفي بعض الحالات، جندت الجماعات المسلحة المتحالفة مع الدولة واستخدمت الأطفال وارتكبت انتهاكات أخرى.
وقال مون في التقرير: "ينبغي للدول الأعضاء النظر، على سبيل الأولوية، في التغيرات في السياسات والإجراءات العسكرية والتشريعات، عند الضرورة، لمنع الانتهاكات وحماية الأطفال"، مؤكدا أن الذين ينخرطون في العمل العسكري ما أدى إلى العديد من انتهاكات حقوق الطفل سوف يجدون أنفسهم تحت تدقيق من قبل الأمم المتحدة.
وكان الوضع في اليمن أكثر أبرز الدول التي نظر فيها التقرير وأثارت قلق المؤسسة الحقوقية بشكل خاص مع ارتفاع عدد الأطفال المجندين خمسة أضعاف وزيادة عدد الأطفال الذين قتلوا وشوهوا مقارنة بعام 2014، ستة أضعاف.
إذ ذكر التقرير "تصاعد حدة النزاع في اليمن إلى حد كبير عقب استيلاء الحوثيين على صنعاء في أيلول/ سبتمبر 2014، وبداية الغارات الجوية التي شنتها قوات التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية في 26 آذار/ مارس 2015. وأعقب القصف الجوي المكثف قتال بري، أدى إلى
إلحاق خسائر مدمرة بالسكان المدنيين. وزادت الانتهاكات الجسيمة الموجهة ضد الأطفال ارتفاعا كبيرا نتيجة لتصاعد النزاع."
ووثقت الأمم المتحدة تضاعف نسب تجنيد الأطفال بخمسة أضعاف عزيت 72 في المائة منها إلى الحوثيين، إلى جانب عمليات الخطف واستخدام المدارس لأغراض عسكرية، والتي تتحمل المليشيات المسؤولية الأكبر عنها، ولكنها رأت أن 60 في المائة من إصابات الأطفال في الحرب كانت جراء عمليات التحالف العربي.
وللمرة الأولى، شهد التقرير إدراج "التحالف العربية الذي تقوده السعودية" على القائمة السوداء للأطراف التي ترتكب انتهاكات ضد الأطفال أو تساهم في مهاجمة المدارس والمستشفيات إلى جانب الحوثيين والقوات الحكومية والمليشيات الموالية لها وتنظيم القاعدة.