أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- كشف إيريك مادوكس، الذي كان يعمل محققا لدى الجيش الأمريكي خلال غزو الولايات المتحدة للعراق في عام 2003، لشبكة CNN عن أكثر خمسة وسائل الاستجواب فعالية.
اختار الجيش الأمريكي مادوكس لاستجواب السجناء بهدف العثور على الدكتاتور العراقي السابق، صدام حسين، وكان فريقه يحتجز ويستجوب العراقيين بحثا عن أدلة حول موقع مخبئه.
ويقول مادوكس إن الاستجواب لا يتمحور حول العنف أو التعذيب، بل يتضمن أحيانا المفاوضات، مضيفا أن الأمر لا يتعلق بالاحتكاك الجسدي وإنما بتغيير قرارهم السابق بعدم التعاون معه ليحصل على المعلومات منهم. وبعد أشهر من استجواب حراس صدام الشخصيين وأفراد أسرته، واجه مادوكس عراقيا يعرف مكان مخبأ صدام، وأقنعه بكشف السر الذي كان يترقبه العالم بأكمله.
وبعد فترة وجيزة، داهمت القوات الأمريكية مزرعة قرب مدينة تكريت حيث عثرت على صدام مختبئا في حفرة في الأرض.
وتحدثت شبكتنا مع مادوكس عبر الهاتف، وكشف أكثر خمسة وسائل الاستجواب فعالية مع الناس، والتي قال إن بعضها يُمكن تطبيقها في المفاوضات بالحياة المدنية:
تعرّف على مخاوفهم واستخدمها لصالحك للتأثير عليهم
ما الذي يقف في طريق تحدث شخص ما؟ عادة ما يكون الخوف، بمجرد تحديدك ما هو الأمر الذي يخشاه الشخص، يمكنك إيجاد حل للقضاء على تلك المخاوف، وبعد ذلك يُرجح أن يتجاوب معك لتحصل على المعلومات التي تريدها منه.
تفهم وجهة نظر الطرف الآخر
قد تحتاج إلى معلومات تتعلق بمسألة ملحة وليس لديك الكثير من الوقت، ولكن لا تنسى أن الاستماع والتعاطف مع الشخص الذي تستجوبه مهمان للغاية، عندما تتخيل نفسك في مكان كل معتقل وتستمع بعناية تجد أشياءً مشتركة معه، وتستطيع التفكير في أصدقائه وأسرته واحتياجاته، وتلك المعلومات تُساعدك على حل مشاكله ولتعلم ما عليك أن تعرض عليه خلال المفاوضات.
إمنح الطرف الآخر بصيصاً من الأمل دائماً
في أغلب الحالات، الشخص الذي تتفاوض معه ليس محتجزا رغما عنه، ولكن الشخص الذي تستجوبه لا يزال يحتاج أن يرى أن هناك حل واضح للمشكلة التي تحاول حلها، وقال مادوكس: "تصبح الأمور أكثر تعقيدا عندما لا يُصدق السجناء أنك ستساعدهم."
لا تكوّن صداقات مع الطرف الآخر
لمجرد أنك تستمع له بأسلوب متعاطف وتُظهر وجهة نظر إيجابية، لا يعني ذلك أن عليك تكوين صداقة مع الشخص الذي تحاول الحصول على المعلومات منه. لماذا؟ لأنك ستفقد وجهة نظرك الحيادية والتي تتمحور حول الحصول على المعلومات التي تحتاجها، ويعني ذلك أن ستفشل في مهمتك.
تدرب على فن الخداع
قال مادوكس إن الشخص عند استجوابه يكون في قمة اليقظة، مضيفا أنه "يراقب كل حركة تقوم بها ويصغي لكل كلمة تنطقها،" وبإمكان المحقق استخدام ذلك لصالحه عبر القيام بتصرفات بسيطة للغاية ولكنها خادعة، إذ تهدف إلى خلق نتيجتك المرجوة.