الجزائر (CNN)— رّدت الجزائر بقوة على تقرير الخارجية الأمريكية الخاص بمحاربة الاتجار بالبشر، إذ قالت الخارجية الجزائرية إن هذا التقييم "بعيد عن الوضع ويرتكز دائما وبشكل مفرط على مصادر تقريبية تنقصها المصداقية و يقوم على معلومات خاطئة بل و مغلوطة" ، كما وصفته لجنة حقوق الإنسان بـ"المفبرك"، واعتبرته رئيسه الهلال الأحمر الجزائري "إهانة للشعب".
التقرير الأمريكي الصادر خلال الأسبوع الماضي، قسم بلدان العالم إلى خمس خانات، وقد حلّت الجزائر في التقسيم الرابع، أي الدول "التي لا تتبع الحد الأدنى من المعايير الدولية في مجال محاربة الاتجار بالبشر ولا تقوم بجهود مهمة لأجل الوصول إلى هذا الهدف"، بجانب دول سوريا وموريتانيا والسودان وروسيا وكوريا الشمالية ودول أخرى.
تعرّف على أهم ما جاء في التقرير الأمريكي: الخارجية الأمريكية تصنف دولا عربية في الخانة الأقل حرصًا على محاربة الاتجار بالبشروقالت الخارجية الجزائرية إن بلادها "تلتزم بمكافحة الاتجار بالبشر التزامًا صارمًا يجسده الارتقاء قريبًا باللجنة الوزارية المشتركة المكلفة بالوقاية من هذه الظاهرة إلى مصف لجنة وطنية خاضعة مباشرة لسلطة الوزير الأول، وكذا بلورة سياسة وطنية لمكافحة الاتجار بالبشر"، متحدثة عن أن الجزائر تلعب "دورًا سياديًا للقضاء على هذه الظاهرة في إطار التزاماتها ضد آفات أخرى مثل الإرهاب".
واعتبرت الخارجية الجزائرية أن البلاد "وضعت ترسانة قانونية لتجريم الأفعال المرتبطة بالجريمة الدولية في إطار قانون العقوبات الذي يقر عقوبات قاسية ضد من يرتكب مثل هذه الأفعال تصل إلى السجن 20 سنة"، معربة عن أسفها من التقييم الأمريكي الذي اعتبرته "غير منصف".
كما انتقدت اللجنة الوطنية الاستشارية لترقية و حماية حقوق الإنسان، مضمون التقرير الأمريكي، وقال رئيسها فارق قسطنطيني في حديث نقلته وكالة الأنباء الرسمية إن التقرير "لا يعكس أي حقيقة، ولا قيمة قانونية أو توثيقية له، كما أن تقرير مفبرك لا يهدف إلّا للمساس بسمعة الجزائر".
وفي الإطار ذاته، قالت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس إن التقرير يشكل "اتهاما مجانيًا ليس فقط لسياسة الجزائر في المجال الإنساني بل كذا ضد الهلال الأحمر الجزائري والجهود التي يبذلها من اجل أداء مهمته على أحسن وجه"، وهو "إهانة وتهجم على الشعب الجزائري وثقافته التي تستمد جذورها من قيم التضامن و احترام الكرامة الإنسانية".