تونس (CNN)--أمر قاضي التحقيق في القطب القضائي لمكافحة الإرهاب اليوم الاثنين بإيداع محمد أنور بيوض، ابن العقيد التونسي الذي لقي حتفه في هجوم مطار أتاتورك، في سجن المرناقية رفقة رفيقته التي يعلنها زوجة له، وذلك بعدما قضى عدة ساعات في قسم الأمراض النفسية والعقلية بالمستشفى العسكري بالعاصمة.
وجاء نقل محمد أنور إلى المستشفى إثر إصابته بانفعال هستيري جرّاء علمه المتأخر بوفاة والده في مطار إسطنبول، عندما سافر هذا الأخير لأجل التنسيق مع السلطات التركية لأجل تسليم ابنه المتهم بالانضمام إلى جماعات إرهابية في سوريا. وقد أعلن قطب مكافحة الإرهاب اليوم الاثنين استنطاق محمد أنور اليوم رفقة رفيقته، مشيرًا إلى أن النيابة العمومية أصدرت في حقهما بطاقة جلب في نوفمبر/تشرين الثاني 2015.
وخلف استقبال محمد أنور في المستشفى العسكري انتقادات كبيرة، من عدة هيئات سياسية وحقوقية وثقافية، ومنها النقابة الأساسية لكلية الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة التي اعتبرت أن "هذا الاستقبال يعتبر تنكرا صريحا لدماء شهداء الوطن من قوى حاملة للسلاح وسياسيين اغتيلوا غدرا ونكل بجثثهم في بعض الأحيان"، هو ما نفاه القطب القضائي لمحاربة الإرهاب، على لسان ناطقه الرسمي، سفيان السليطي، إذ قال إن علاج محمد أنور بيوض لا يوجد فيه أيّ خرق قانوني.
وكانت السلطات التركية قد وافقت على تسليم محمد أنور ورفيقته إلى نظيرتها التونسية بعدما سجنته قرابة الشهر بسبب انضمامه إلى جماعات إرهابية في سوريا حسب الخارجية التونسية، وقد سافر والده فتحي بيوض، العقيد العسكري ورئيس قسم الأطفال بالمستشفى العسكري التونسي، إلى تركيا لأجل التنسيق أكثر مع سلطات تركيا حتى يتم ترحيل ابنه، طالب الطب السابق الذي انتقل رفقة فتاة إلى سوريا والعراق للانضمام إلى "داعش".
إلّا أن الأب قُتل في الهجوم الإرهابي الذي شهده مطار أتاتورك خلال الأسبوع الماضي، عندما كان ينتظر وصول زوجته من تونس حتى تساهم في مزيد من إقناع السلطات التركية. وقد خلفت قصة الطبيب التونسي تعاطفًا كبيرًا داخل تونس، في وقت دقت فيه منظمات حقوقية ناقوس الخطر بسبب ارتفاع عدد المقاتلين التونسيين الذين يسافرون إلى سوريا والعراق للانضمام إلى التنظيمات الجهادية.