قائد قوات الأمن التركي السابق يروي أمام النيابة احتجاز "الانقلابيين" له وكيف هرب منهم ليلة محاولة الانقلاب

العالم
نشر
3 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- كشف القائد العام السابق لقوات الأمن التركية، اللواء غالب مندي، احتجازه وتعرضه للإساءة على يد أحد مساعديه وقائد الأمن في ولاية قونية، ووصفها بأنها "أسوأ من معاملة الأعداء لرهائنهم"، وروى في شهادة أدلى بها أمام النيابة العامة في العاصمة التركية، أنقرة، تفاصيل احتجازه وكيف هرب، خلال محاولة الانقلاب العسكري التي شهدتها تركيا في 15 يوليو/ تموز الجاري.

وجاء في شهادة مندي أنه أُُخذ إلى قاعدة "أقنجي" على يد الضابط المساعد له، مراد يلماز، وقائد الأمن في ولاية قونية، العميد تيمورجان أرميش، وقال مندي: "اقتادوني إلى قاعدة أقنجي بسيارة عسكرية، كان أرميش يوجه سلاحه نحوي طيلة الطريق، التفتُ إلى يلماز وقلت له تبًا لك، أنت تعمل معي منذ 8 سنوات، أنت أيضًا تنتمي لهذه العصابة (في إشارة إلى المتورطين في محاولة الانقلاب)، إذا كنتم تريدون قتلي أطلقوا النار علي فورًا، وظللت أردد تلك الجملة باستمرار وبصوت عالٍ حتى مدخل القاعدة،" حسبما ذكرت وكالة الأنباء التركية "الأناضول".

وأضاف مندي: "في أقنجي جاء أحد الضباط وهو برتبة رائد، وقال لي بعد أن ذكر اسم منظمة لم أعد أذكرها الآن، إني اعتقلك باسم المنظمة كذا وكذا، فقلت له غاضبًا، أنا ضابط منذ 46 سنة، قضيت تلك السنوات أحارب ضد منظمة حزب العمال الكردستاني ’PKK‘ الإرهابية ثم تنظيم داعش الإرهابي لأحميك، بالله عليك أي سلطة تلك التي تخولك اعتقالي،" حسبما نقلت الوكالة.

وتابع مندي: "وضعوا بعد ذلك الأصفاد البلاستيكية على معصمي، بحركات تنم عن كراهية وحقد لا يصدق، قلت لهم وقتها، ما كان لي أن أتعرض لهذا القدر من المعاملة السيئة لو وقعت بالأسر لدى الأعداء، وما أن أنهيت تلك الجملة، إلا ووجدت جنديين وقد أمسكا بذراعي"، وأضاف أنهما وضعا على عينيه غطاءً أسودا، ثم لصقًا على فمه كي لا يتكلم، على حد قوله.

وحول كيف استطاع الهروب، قال مندي: "لم تكن أرجلنا مقيدة، كنا نحاول النظر إلى الخارج من خلال فتحة الباب، وأخيرًا ظهر الضابط صف إبراهيم المكلف بحراسة الباب، وقال لنا بانفعال سيدي لقد سمعتهم يقولون إنهم سيطلقون النار عليكم، يجب علينا ترك هذا المكان على الفور وبسرعة،" مستطردا: "ركضت بسرعة باتجاه السيارة، وصعد إبراهيم إلى مكان السائق، وقال خلال قيادته للسيارة، سيدي يجب أن نبتعد من هنا، ثم اتصل بأحد مرافقي، وقال له أنقذت اللواء وتحركنا إلى خارج القاعدة."