الرباط (المغرب)-- شهد سجن عكاشة في العاصمة الاقتصادية المغربية الدار البيضاء ليلة أمس الخميس محاولة تمرد عدد من النزلاء القاصرين، اتهمتهم مندوبية السجون بـ"وضع مخطط تمرد مدروس لأجل الفرار نتج عنه اندلاع النيران في جزء من المؤسسة وإحراق سيارات وإصابة بعض الموظفين ورجال الأمن"، وقد فشلت عملية الفرار بعد تدخل قوات أمنية خاصة التي استخدمت الرصاص الحي لإيقاف المتمردين.
وقالت المندوبية العامة لإدارة السجون في بلاغ لها إن مركز الإصلاح والتهذيب داخل سجن عكاشة، شهد أمس "إحراق نزلاء لبعض الأفرشة من أجل إحداث دخان والعمل على دفع الموظفين إلى التدخل بهدف مهاجمتهم والخروج، كما حاولوا فتح منطقة إيداع الأسلحة دون أن يفلحوا في ذلك، وأضرموا النيران خارج باب المعتقل وكسروا حافلة لنقل السجناء ورشقوا بعض الموظفين".
ونقلت المندوبية أن العناصر الأمنية طوّقت المؤسسة وتدخل عدد منها داخل المعتقل وتمكنت من السيطرة على الوضع، وأشارت المندوبية إلى أنها أوفدت على الفور لجنة مركزية للبحث والتقصي لـ"إجراء بحث دقيق وشامل من أجل تحديد العناصر التي كانت وراء هذه الأحداث المخطط لها، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في حقهم وتقديمهم إلى العدالة".
وتسبّبت محاولة الفرار في وقوع "خسائر مادية كبيرة"، وفق ما أوردته المندوبية، ومن ذلك "إتلاف غالبية المكاتب، وإتلاف تجهيزات مكافحة الحرائق، والهواتف الثابتة، والعشرات من أجهزة التلفاز وإضرام النار في خمس غرف بأحد أحياء المؤسسة، والأقسام الخاصة بالتعليم والكتب والمكتبة الرقمية".
كما "تضرّر الباب الرئيسي للسجن وتجهيزاته الخاصة بالمراقبة، وتم إحراق حافلة وسيارة لنقل السجناء وتدمير سيارة الإسعاف وعدد من سيارات المصلحة والدراجات النارية الخاصة بالموظفين، بالإضافة إلى شاحنة تابعة للوقاية المدنية" تقول المندوبية.
وأعلنت المندوبية أن خمسة عناصر من رجال الشرطة وثلاثة من الوقاية المدنية، وستة من القوات المساعدة، وخمسة من موظفي المندوبية العامة، أصيبوا في المحاولة، كما أصيب تسعة سجناء باختناقات نقلوا على إثرها إلى المستشفى.
وقامت قوات الأمن بإخلاء إصلاحية السجن من النزلاء ووزعتهم على أجنحة سجنية أخرى، فيما تجمهرت إلى حدود الساعات الأولى من الصباح عائلات من النزلاء أمام الإصلاحية بسبب التخوّف من مصير النزلاء بعد انتشار أخبار عن وجود حريق.
وأكد مصدر أمني لـCNN بالعربية أن عدة عناصر أمنية أصيبت بجراح في محاولة التمرد الأولى من نوعها في هذا السجن، مشيرًا إلى أن خطورة التمرد حذت بالعناصر الأمنية إلى استدعاء "كوموندو" خاص واستخدام الرصاص لإيقاف من حاولوا الفرار، خاصة أنهم كانوا "يخططون لسرقة أسلحة من السجن والاستيلاء على حافلة تقلهم إلى خارج المؤسسة السجنية".