تونس (CNN)— أعلنت نقابة الأئمة في تونس عزمها توجيه طلب رسمي لمفتي الجمهورية بإصدار فتوى تُلغي ذبح الأضاحي في عيد الأضحى القادم بسبب "انتشار وباء الطاعون الذي فتك بعدد من رؤوس الماشية، وكذا بسبب انتشار الفقر ومعاناة التونسيين من أوضاع اجتماعية صعبة".
وقال الفاضل عاشور، كاتب عام نقابة الأئمة، إن الأضحية سنة دينية يجب أن تتوّفر فيها مجموعة من الشروط، منها أن تكون الأضحية سليمة من العيوب، وهو ما لا يتحقق الآن بالنظر إلى انتشار مرض الطاعون وهلاك عدد من الخرفان بسببه، مناديًا مفتي الجمهوية، عثمان بطيخ، باتخاذ موقف تاريخي وإصدار فتوى تمنع ذبح الأضاحي لهذا العام.
وتابع عاشور في اتصال هاتفي مع CNN بالعربية أنه من شروط شراء الأضاحي أن يكون المسلم غير فقير، والفقير شرعا هو "من يملك قوت عام كامل"، بينما تعيش غالبية التونسيين على أجر شهر واحد، ينتهي بنهايته، ممّا يجبرهم على انتظار أجر الشهر التالي، ممّا يعني أنهم "فقراء من وجهة نظر شرعية'، الأمر الذي يزيد من أسباب إلغاء مصادرة ذبح الأضاحي، يقول عاشور.
وزاد عاشور: "مطالبنا تحمل كذلك لومًا للحكومة، فهياكلها غير قائمة بواجباتها، وزارتي الصحة والفلاحة لم تقوما باللازم في مجال تربية الماشية والمحافظة على هذه الثروة الوطنية، ووزارة الشؤون الاجتماعية ملزمة بالتفكير في رفع الحد الأدنى للأجور وإصلاح المنظومة الاجتماعية للتونسيين".
وحول مدى إمكانية استجابة مفتي الجمهورية لمطالب الأئمة، قال عاشور:"المفتي متخوّف من ردة فعل الشعب التونسي الذي يتمسك بعيد الأضحى، فهذه المناسبة تتعدى في تونس جانبها الديني إلى جانب احتفالي اجتماعي، ومن الصعب على التونسيين قبول فتوى تعليق ذبح الأضاحي لهذا العام".
وأضاف عاشور: "هذا التخوف مع دفع بمفتي الجمهورية إلى اختيار صيغة سياسية لجوابه الأول على مطالبنا بأن دعا وزارتي الصحة والفلاحة إلى الحرص على عدم انتشار وباء الطاعون".