الرباط (CNN)—خلق موقف لإمام أشهر مسجد في المغرب، مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء، ضجة واسعة في المغرب ووصل صداه إلى الصحافة الفرنسية منها جريدة "لوموند" والاسبانية ومنها "إلباييس"، بعدما انتقد بشدة التعرّي، وندّد بدعاته الذين وصفهم بأقذع النعوت، متحدثُا عن أن "القلبَ يتقطَّعُ مِنَ الحالة التي وصلنا إليها"، وعن وجود "نساءٌ صغيرات تَعرَّيْنَ وَمَسَكْنَ السجائر" وفتيات عاريات وفتيان تائهون".
وجاء في مقال الشيخ عمر القزابري المنشور على صفحته الرسمية بفيسبوك يوم 14 غشت/أغسطس الجاري، أن التعري أصبح في الشتاء والصيف، وأضحى الأمر في غاية الانبطاح، معتبرًا أن هناك "تعاطيًا شاذًا مع تفاصيل الجسد"، متسائلًا: ماالذي يجري؟ أمسارعةٌ إلى التهلكة؟ أم تشبُّهٌ بالزائفة؟ أم احتذاءٌ لتعاليم القائفة؟ أم نزولٌ عند أَمْرِ زعيمِ الطائفة، أي الشيطان؟"
وتابع الإمام المغربي الذي يؤم مئات آلاف المصلين في صلاة التراويح بشهر رمضان، في مقاله الذي حمل عنوان "التبرّي من التعرّي": "قد يُرْمى النَّاقِد بالرِّجعية. وشرفٌ عظيمٌ أن يكون رِجعيًّا إذا كان الأمر متعلقا بالدين والشرف. وإذا كان التقدم كَشْفًا عن الصدور والبطون والظهور وماهو أكثر من ذلك. فهذا تقدم بائس ولا بارك الله فيه. المرجعيات كلها تشين هذا التعري الممجوج".
وزاد القزابري: " التاريخ يؤكد أن العري ما كان يوما من شيم الآباء والأجداد. إذن لعلها الحضارة..ولكن مجرد سؤال..أي حضارة في كشف الصدر والفخذين؟ حقيقة لست أدري...أحبابي: الحَقُّ أحقُّ أن يُتَّبع. ولو تُرِك الناس لِفِطرتهم لاتَّبعوا الحقَّ لأنه هو الفطرة. ولكنَّ المشكلةَ تَكْمُن في قُطَّاع الطريق الذين يُلَبِّسونَ على الناس".
وأضاف القزابري في حديثه عمّن أسماهم قطاع الطرق: "هؤلاء الذين يُحاربُون الحق اليومَ لا يجهلون في الغالب أنه الحق. ولكنهم يُبْغِضُونه لدناءِة نفوسهم وحِطَّتِهَا وخِسَّتِها. يُبْغِضون الحق لأنه يُصادِم أهواءهم. ويَقِفُ عَقبةً في طريق نزواتهم الصغيرة. وهم أضعفُ مِنْ أن يُغالِبُوا أهواءهم. ولكنَّهم أجرأُ على الحقِّ ودُعاتِه".