الرباط (CNN) --- يمنع القانون المغربي على الضباط وأعوان مراقبة سير النقل أن يضعوا نقاط توقف وسط الطرق السيارة، خاصة أن ذلك قد يؤدي إلى أخطار حقيقية على حياة المواطنين في طريق تبقى حوادثه مميتة، غير أن فيديو التقطه مواطن مغربي لدركي أوقفه في الطريق، أكد أن هذه النقاط موجودة.
وقال حسن وركة، السائق الذي التقط الفيديو، في اتصال هاتفي مع CNN بالعربية، أنه تلقى اتصالا من مكتب للدرك الملكي به لأجل "الاستماع إليه" في مركز بشيشاوة، الإقليم أينَ التُقط ذلك الفيديو، متحدثًا عن أنه كان ينوي السفر من بيته بمدينة أكادير إلى شيشاوة للاستجابة لهذا الاستدعاء، غير أن مصدرًا موثوقًا طلب منه عدم السفر بما أن هناك "مذكرة بحث في حقه وقد يجري اعتقاله ومتابعته" يقول حسن، ممّا دفعه إلى البقاء في أكادير.
وعاد حسن إلى ما وقع، متحدثًا عن أنه كان يقود سيارته في الطريق السيار بين مراكش وأكادير، يوم 10 غشت/أغسطس الجاري، بسرعة 127 كلم في الساعة، وهي "سرعة قانونية" حسب قوله، قبل أن يفاجأ بعنصر من الدرك الملكي يقف في الطريق ويطلب منه التوقف لتحرير مخالفة تجاوز السرعة، وهو ما رفضه حسن وقرّر إكمال طريقه وفق ما يبيّنه ذلك الفيديو.
وحسب المادة 192 من مدونة السير المغربية، يتبيّن أن " اعتراض المركبات على الطريق السيار، من لدن الضباط والأعوان المذكورين، لا يمكن أن يتم إلا عند محطات الأداء وعند نقط الخروج من الطريق السيار، كما تنص المادة 193 من المدونة أن امتثال مستعملي الطريق لأوامر الضباط والأعوان لا يتم إلّا إذا استوفى هؤلاء الشروط الواردة في المادة 192".
وأضاف حسن: "القانون المغربي واضح وصريح ويمنع وقوف رجال الدرك أو الأمن في الطرق السيارة، ووزير العدل والحريات أكد ذلك في البرلمان، لكن للأسف، من يجب عليهم السهر على احترام القانون يقومون بخرقه"، متحدثًا عن أنه قرّر عدم الامتثال للدركي ونشْر الفيديو لإيمانه بمبدأ: "القمع لا يرهبنا والخوف لا يثنينا".
وتحدث حسن وركة، الذي يشتغل تاجرًا حرًا، وينشط في إحدى النقابات المغربية، أن فكرة تصوير الفيديو لم تأتِ لتوثيق هذا الخرق: "أنا أهوى التصوير في الطريق، وغالبا ما أترك كاميرا هاتفي تعمل. لذلك جرى تسجيل هذا الفيديو تلقائيًا، والحمد لله أنه وثق لخرق قانوني يعاني منه الكثير من مستعملي الطريق".
ولم يكن حسن، عندما نشر الفيديو على صفحته الخاصة بفيسبوك، ينتظر أن يحقق كل هذه الضجة، غير أن الفيديو انتشر بشكل جنوني في مواقع التواصل الاجتماعي وحقق مئات آلاف المشاهدات، وعن هذا يقول حسن: "صراحة أعاني من الإرهاق بسبب التفاعل المستمر مع من تضامنوا معي.. لكن هذا أمر مفرح، فجميل أن يلتف المغاربة حول القضايا العادلة".
وازداد اقتناع حسن بما قام به، بعد اكتشافه وجود دركي آخر كلمترات قليلة بعد المكان الأول حيث التقط الفيديو، وبعدها وصل إلى منطقة الأداء، اكتشف وجود نقطة مراقبة قانونية، ومع ذلك فرجال الدرك بهذه النقطة لم يخبروه بخرقه لأي قانون، ممّا يثير تساؤلات كثيرة: "لو كنت قد تجاوزت السرعة، ألا يمكن للرادار أن يثبت ذلك؟ أو على الأقل كيف لا يخبر ذلك الدركي الذي أوقفني زملاءه بخرقي للقانون؟" يتساءل حسن.
ويأمل حسن وركة عبر هذا الفيديو أن تنتهي حالة وقوف رجال الدرك أو الأمن في الطرق السيارة، متحدثًا عن أن لديه فيديو ثالث سيعمل على نشره في الساعات القادمة، كما يمكن أن ينشر التسجيل الكامل لما وقع، وهو التسجيل الذي يصل إلى 16 دقيقة وفق تأكيداته.
شاهد الفيديو: