الجزائر(CNN)— عاد الجدل في الجزائر مؤخرا، حول موضوع اعتماد اللغة الانجليزية لغة أجنبية أولى مكان اللغة الفرنسية، مباشرة عقب إعلان وزيرة التربية عزمها الشروع في إصلاحات تمس المنظومة التربوية، وتزامنا مع اقتراب الدخول الاجتماعي والمدرسي، وعلى اثر هذا النقاش، تحول هذا الموضوع إلى مطلب، مثلما جاء في رسالة المبادرة الجزائرية لمراجعة المنظومة التربوية المرفوعة إلى السلطات العليا في البلاد.
ودعت المبادرة، وهي عبارة هيئة غير رسمية، تضم عدد من المنظمات والنقابات وشخصيات سياسية وأكاديمية، السلطات العليا الممثلة في رئيس الجمهورية والوزير الأول، إلى التدخل العاجل وتوقيف الإصلاحات المزعومة، كما حملت الرسالة التي اطلعت عليها ـCNN بالعربية حزمة من الاقتراحات، منها "تعزيز اللغات ذات الحضور العالمي النوعي واعتماد اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية أولى بدل الفرنسية".
وسبق لنشطاء جزائريين على منصتي التواصل الاجتماعي، التويتر والفايسبوك، أن أطلقوا حملة افتراضية عبر هاشتاغ #الفرنسية_ليست_رمز_التقدم، شهر ماي من العام الجاري، ينتقدون المنظمة التربوية والتعليمية الجزائرية بتبنيها الفرنسية كلغة أجنبية أولى، ويطالبون بتعويضها باللغة الانجليزية التي بات حضورها ينتشر يوما بعد يوم.
وجاءت مواقف الجزائريين، ممن استطلعت الـ CNN آراءهم، متفاوتة حول هذا المطلب، بين من يراه سيزيد من متاعب التعليم في الجزائر وأن الانفتاح على الانجليزية يتطلب المرور حتما عبر الفرنسية، وبين من يرى أن الضرورة العلمية تفرض على القائمين على شؤون التربية توسيع تعليمها، فيما لاحظ آخرون أن الاعتماد على اللغة الأم في التحصيل العلمي حقق نتائج جيدة.
وفي هذا الصدد، يقول زهير آيت موهوب رئيس تحرير الملحق الطلابي بجريدة الوطن الناطقة بالفرنسية، في حديثه لـCNN بالعربية، أن "إدراج اللغة الانجليزية كلغة مرجعية في التدريس سيزيد من متاعب التعليم و التربية في الجزائر"، ويتطلب ذلك حسبه: "سنوات من التكوين وقد يعود هذا بالضرر على التلاميذ وينجر عنه تقهقر في المستوى".
وأضاف آيت موهوب أن الانفتاح على اللغات الأجنبية "يمر حتما من باب اللغة الفرنسية لينتقل تدريجيا إلى اللغة الانجليزية"، على اعتبار أن "الفرنسية لغة متداولة على نطاق واسع خاصة في وسط النخب"، داعيا إلى "إعادة النظر في المناهج و البرامج التعليمية مع الأخذ بعين الاعتبار الجانب السوسيولوجي للمكوّن الجزائري بعيدا عن الصراعات الفكرية الضيقة والعقيمة".
غير أن مواكبة التطور العلمي، تستوجب حسب المترجم والصحفي في موقع "ألترا صوت" بلقاسم بوبكر، على القائمين على قطاع التربية "البدء في توسيع تدريس اللغة الإنجليزية منذ الأطوار الأولى من أجل منح الجيل الصاعد فرصة تعلمها وعدم تكرار الخطأ الذي وقعت فيه الأجيال السابقة".
واستدرك بوبكر في حديثه لـCNN بالعربية، كلامه قائلا :"هناك من ينظر إلى الموضوع بمنظور إيديولوجي، ويرى أن الفرنسية والتي يعتبرها لغة المستعمر،هي سبب تخلف البلد، وهو منظور بعيد عن المنطق، فتطور البلدان لا يتم قياسه بلغة، وإنما بالإنتاج المعرفي الذي يقوم به أفراده، فاستبدال لغة بلغة مع الحفاظ على نفس السلوكيات لن ينتج شيئا".
أما من الناحية الأكاديمية، يعتقد الدكتور جمال ضو، أن "اعتماد الانجليزية كلغة ثانية بات ضرورة علمية أكاديمية وبيداغوجية واقتصادية"، بيد أن هذا "ليس كافيا للنهضة العلمية ولن يضمن رفع في مستوى التعليم"، في نظر محدثنا، وعلل كلامه بالقول "لو كانت الانجليزية مفتاح التقدم العلمي لكانت بقية الدول العربية والأفريقية التي تعتمدها لغة تعليم، نهضت من كبوتها وتخلفها".
وتحدث الدكتور ضو لـCNN بالعربية، عن الدول التي نهضت وحققت طفرات في مستوى التعليم والتحكم في التكنولوجيا، مبينا أنها "تعتمد لغاتها الأم من الابتدائي إلى الجامعي"، واستند في ذلك على تجربة إسرائيل مثالًا، حيث "العبرية هي لغة التعليم بكل مراحله والانجليزية لغة المراجع، لهذا فهو مشروع ضروري وليس كافيا".
ومن أجل توسيع دائرة النقاش حول الموضوع، يدعوكم موقع الـ CNN بالعربية إلى المشاركة عبر تصويتكم على الاستطلاع التالي: هل تؤيد اعتماد اللغة الانجليزية كلغة أجنبية أولى في الجزائر بدل الفرنسية ؟ أم تؤيد الإبقاء على اللغة الفرنسية كلغة أولى؟
التصويت يبدأ من الساعة الثانية زوالا بتوقيت الجزائر من يوم الثلاثاء 23 أوت/أغسطس 2016 إلى غاية الساعة ذاتها من يوم الجمعة 26 أوت/أغسطس 2016.