باريس (CNN)— قرّرت أسرة مغربية مغادرة جزيرة "كورسيكا" الفرنسية لعدم إحساسها بالأمان، بعد أحداث عنف وقعت في شاطئ سيسكو، القريب من مدينة باستيا، إذ وضعت هذه الأسرة شكاية حول تعرّضها لتهديدات بالقتل، وتوجد حاليًا في مدينة باريس، حسب ما أكده محاميها، وديع حماموشي.
وتعود هذه الوقائع إلى 13 غشت/أغسطس الماضي،عندما نشب خلاف بين أفراد مغاربة وشباب فرنسيين من كورسيكا، تطوّر إلى حضور العشرات من أبناء الجزيرة للدفاع عن الطرف الفرنسي. وقد تعرَّضت 3 سيارات للإحراق، وتعرّض خمسة أفراد لجراح، كما تجمهر فرنسيون قرب بيت في باستيا اعتقدوا أنه يعود للأسرة المغربية، مرددين شعارات مناهضة لوجودها.
وأكد محامي الأسرة لـCNN بالعربية أن جمال بنحدو قرّر أن يرحل هو وأسرته عن بيتهم بمدينة باستيا لـ"غياب الحماية"، ويوجد جمال حاليًا تحت الحراسة النظرية، وهو واحد من بين أربعة مغاربة ستتم محاكمتهم، إلى جانب فرنسيين، منتصف سبتمبر القادم على خلفية الأحداث ذاتها، كما يوجد شقيق جمال رهن الاعتقال.
وكانت مجلة لوبوان الفرنسية قد التقت بجمال بنحدو، صباح اليوم الجمعة، ونشرت أن وجهه لا يزال يحمل آثار العراك، ونقلت على لسانه أن الخلاف وقع لـ"أسباب عنصرية"، عندما "بدأ بعض أبناء المنطقة التقاط صور لزوجته التي ترتدي الحجاب"، مشيرًا إلى أن الطرف الآخر "أحرق سيارات عائلته الثلاثة، كما تعرّض له بالضرب وهو يحُمل على النقالة في اتجاه المستشفى".
وصرّح بنحدو للمجلة أنه يعيش بكورسيكا منذ 13 عامًا، وأن عائلته لها علاقة بمنطقة كورسيكا منذ 1943، خاصة وأن جده شارك في حرب تحريرها، واسمه موجود في نصب تذكاري بالمدينة.
و كان المحامي قد صّرح لشبكتنا أن السلطات المغربية لم تتحرّك لمتابعة الواقعة رغم حجم "التهم الموجهة إلى أسرة جمال والتهديدات التي تتلقاها"، متحدثًا عن أن الأفراد الحاملين لجنسية مغربية ينتمون إجمالا لعائلة واحدة و"يحسّون بالغبن نتيجة تخلّي مصالح بلدهم عنهم".