الرباط (CNN)— يشهد التحضير للانتخابات التشريعية القادمة في المغرب سباقًا محموما بين الأحزاب لاستقطاب مرّشحين يملكون حظوظًا للمنافسة على المراكز الأولى، وآخر نتائج هذا السباق إعلان حزب العدالة والتنمية، الذي يقود الحكومة، ترشيح أمين عام حزب آخر وكيلًا للائحته بمدينة الحسيمة.
ويعدّ ترشيح نجيب الوزاني، الأمين العام لحزب العهد الديمقراطي، باسم حزب العدالة والتنمية، حدثًا نادرًا في المغرب، إذ لم يتم سابقًا أن تقدم زعيم حزب باسم حزب آخر، خاصة وأن حزب العدالة والتنمية وحزب العهد الديمقراطي لم يسبق لهما أن أقاما تحالفًا استراتيجيا بينهما، كما لا يحسب حزب العهد على صف "الأحزاب الإسلامية" في المغرب.
ويأتي ترشيح الوزاني في مدينة الحسيمة لمنافسة إلياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، أكثر الأحزاب التي تشهد خلافًا حادًا مع حزب العدالة والتنمية، وصل إلى حد إعلان أن التحالف بينهما خط أحمر، ويترجم الخلاف الشديد بينهما الحرب الكلامية التي ترد بين قياديين في الجانبين، والردود التي ينشرها كل طرف في موقعه الإلكتروني الرسمي.
وكان نجيب الوزاني قد أدلى بتصريحات انتقد فيها بشكل كبير إلياس العماري ووصف حزب الأصالة والمعاصرة بأنه "حزب لا يملك أي مشروع"، وقد دخل الوزاني خلال الأسابيع الماضية في حلف يحمل اسم "الرافضون" يجمع الحزب المغربي الليبرالي وحزب الإنصاف والتجديد لأجل "رفض كل الممارسات السياسوية التي تحاول ضرب مبدأ تكافؤ الفرص بين الفرقاء السياسيين".
وأرجع عبد الرحيم العلام، وهو محلل سياسي، ترشيح حزب العدالة والتنمية لنجيب الوزاني إلى عدة أسباب، منها: "ضعف الحزب في الحسيمة، والتقاء مصلحته مع مصلحة الوزاني بما أن هذا الأخير يريد مواجهة أقوى لغريمه العماري في المدينة".
ومن هذه الأسباب، يضيف العلام لـCNN بالعربية: "رغبة حزب العدالة والتنمية في إظهار نفسه كحزب لجميع المغاربة حتى أنه عرض التزكية على سلفيين وعلمانيين، وكذا لاشتداد المنافسة في الانتخابات القادمة عكس ما كان عليه الحال عام 2011".