أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- وصف الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا في 15 يوليو/ تموز الماضي، بأنها "خيانة" من قبل بعض عناصر القوات المسلحة التركية، بعد أسابيع من تحفظ واشنطن في تصريحاتها عن القضية، كما كشف أوباما عما وجه من نصائح لنظيره التركي، رجب طيب أردوغان، وذلك في مقابلة مع شبكة CNN.
إذ سأل فريد زكريا، المحلل السياسي ومقدم برنامج "GPS" على شبكتنا: "عندما تنظر إلى الأوضاع في تركيا مؤخرا بعد محاولة الانقلاب وعمليات العزل التي تبعتها والسياسة الخارجية التركية، هل تشعر بأنك واثق من أن تركيا لديها ديمقراطية ليبرالية وأنها حليف وفي حلف الناتو حيث لدينا أسلحة نووية، وأنها قوة استقرار في المنطقة أم يجب أن نشعر بالقلق؟"
رد أوباما: "لقد مرت تركيا بفترة من الأحداث المتسارعة. الانقلاب كان جديا وكان هناك أعضاء في القوات العسكرية منخرطون في عمليات خيانة ضد الحكومة المنتخبة ديمقراطيا والأمر المشجع هو مستوى تحرك الشعب التركي، بما في ذلك خصوم الرئيس أردوغان، الذين نزلوا إلى الشارع وأعربوا عن رفضهم لما يجري، وأظن أن ذلك مثّل شعاع الأمل الذي انبثق من تلك الأحداث الصعبة."
وقال أوباما عن ردة فعل من الحكومة التركية: "نتفهم أنها قلقة وخائفة، تصور لو أن أمرا مماثلا حصل في أمريكا والأمور التي قد نواجهها في سعينا لإعادة الاستقرار إلى بلدنا." وأضاف الرئيس الأمريكي أنه نصح أردوغان بالتمسك بالديمقراطية، قائلا: "لقد قلت على الدوام للرئيس أردوغان مباشرة، وحتى قبل الانقلاب، أنه بدأ حياته السياسية كشخص ديمقراطي إصلاحي وأن الخطر الذي يتزايد بالنسبة للقادة الذين يستمرون طويلا في مناصبهم أن عليهم تذكير أنفسهم على الدوام بالقيم التي أوصلتهم."
اقرأ.. تركيا تواجه الانقلاب.. التسلسل الزمني لأبرز الأحداث
كما تطرق أوباما إلى تعامل السلطات التركية مع الإعلام في الدولية، قائلا إنه "إذا ضغطت تركيا على الإعلاميين بطريقة تتعارض مع الممارسات الديمقراطية وإذا خسرت القوى المعارضة والمدنية مساحات التعبير المتوفرة فإن مجرد الاقتراع في صندوق الانتخاب ليس الجزء الوحيد من الديمقراطية فهناك حكم القانون وحرية الصحافة وحرية التجمع، وهي كلها أسس رئيسية للديمقراطية."
وحول تواقعت أوباما عما سيشهده مستقبل تركيا ما بعد محاولة الانقلاب، تابع: "أظن أن الشعب التركي سيناقش هذا الأمر وسيعمل خلال الأشهر المقبلة لتجاوزه. لم نر حتى الآن تأثيرات كبيرة على العلاقات الأمنية مع تركيا. تركيا مازالت حليفا قويا لنا ضمن الناتو ونعمل معها لإلحاق الهزيمة بداعش ولدينا معها شراكة قوية في مجالات أمنية عديدة بالمنطقة."
ورغم ذلك علق أوباما: "لكن ما من شك أن تركيا مرت بزلزال سياسي وأهلي وعليها أن تعيد بناء نفسها وكيفية البناء هذه ستكون مهمة جدا وعلينا أن نظهر لهم مدى الدعم الذي نقدمه للشعب التركي، ولكن على غرار كل الأصدقاء فنحن نريد أن نقدم لهم نصائح صادقة حول ما إذا كانت الخطوات التي يسيرونها ستكون متناقضة مع مصالحهم ومع شراكتنا على المدى البعيد."