دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- لا شك في أن العبودية، المتمثّلة بتحويل البشر إلى سلع يمكن الاستفادة منها مادياً، هي من الجرائم الشنيعة التي ترفضها كافة الأديان.
وبرز هذا التقارب في الآراء بين كافة الديانات في الإعلان المشترك لقادة الدين، والذي مثّل كلّاً من المسيحيين الكاثوليك والأنغليكانيين والأرثوذوكس، والمسلمين، واليهود، والهندوس، والبوذيين. ويعتبر الإعلان العبودية الحديثة جريمة ضد الإنسانية.
قد يهمك أيضاً: من هنا يبدأ الطريق إلى الحرية.. تعرف إلى الوجه الجديد للعبودية
ومع استمرار العبودية في العالم الحديث، وبعدما بلغ عدد ضحاياها عشرات الملايين الموزعين بين ضحايا العبودية جنسية، والعمالة القسريّة في المناجم، والحقول، والسفن، ومواقع البناء، تبقى الشريحة الأكثر استهدافاً لهذا النوع من التجارة النساء والفتيات، ويشكّل الأطفال ربع الضحايا. وغالباً ما يأتي ضحايا العبودية من الطبقات الأكثر فقراً وتهميشاً في المجتمع.
وفيما يلي أقرب على موقف الأديان المختلفة من العبودية:
الإسلام
نادى الإسلام بالمساواة بين كافة البشر، وشبّه النبي محمد الناس في مساواتهم بأسنان المشط، وتكرر في القرآن ذكر "عتق الرقاب" كأحد طرق التكفير عن الذنوب. وفي القرن التاسع عشر، أعلن الفقهاء في الهند أن خطف الأفريقيين ونقلهم إلى دول أخرى لبيعهم في أسواق النخاسة هو تصرف غير مقبول.
وفي العام 1990، ناهض إعلان القاهرة لحقوق الإنسان في الإسلام العبودية، مؤكداً أن البشر قد ولدوا أحراراً وليس لأحد الحق في تحويلهم إلى عبيد أو قمعهم أو إذلالهم.
قد يهمك أيضاً: هكذا يعامل الطلاب في بعض مدارس تحفيظ القرآن غرب أفريقيا
المسيحية
تنظر مختلف الطوائف المسيحية إلى العبودية على أنها ممارسة غير أخلاقية وغير عادلة، وهو الأمر الذي أيده البابا فرانسيس، بقوله إن "الإتجار بالبشر هو الجرح المفتوح في جسد المجتمع المعاصر." وأدانت رسائل القديس بولوس الإنجيلية تجارة العبيد مطالبة بالنظر إليهم كأخوة.
اليهودية
ذكر في التوراة أن بني إسرائيل كانوا عبيداً في مصر، وأن الله أعتقهم، وناداهم بالعدل. وفي القرن التاسع عشر، قال قائد اليهودية الإصلاحية في الولايات المتحدة الحاخام ديفيد إنهورن إن العبودية هي "أكبر جريمة ممكنة ضدّ الإله." وأشارت الجمعية الحاخامية إلى أن توظيف العبودية في قطاعات الغذاء والمنتجات الاستهلاكية هو "واقع يصعب تحمّله."
الهندوسية
يأتي غالبية الهندوس من الهند، ولطالما ارتبطت فكرة العبودية هناك بالنظام الطبقي الذي يقسّم المجتمع الهندوسي. وبحسب هذا النظام، يعتبر الأشخاص العاملين في المهن "الأدنى والأكثر قذارة" من الطبقة المنبوذة، ما يجعل المجتمع الهندي أكثر عُرضة لتقبل فكرة العبودية.
لكن، أعاد بعض الإصلاحيين الهندوس النظر في هذا المفهوم، مؤكدين أن الأمر بمثابة وسيلة وظفها الأغنياء والنخبة للسيطرة على الطبقات الأخرى في المجتمع، وهي ليست من العقيدة الهندوسية. ويجرّم الدستور الهندي حالياً التمييز استناداً إلى النظام الطبقي.
قد يهمك أيضاً: نساء الهند "المنبوذات" يتحدثن عن معاناتهن في النظام الطبقي
البوذية
استخدمت معتقدات بوذية، مثل الـ "كارما" وإعادة التقمّص، لتبرير العبودية، فاعتقد كثيرون أن أسر شخص كعبد هو عقوبة لإساءة قد ارتكبها في حياته السابقة. غير أن تعاليم البوذية تحرّم المتاجرة بالبشر، بل إن الإمبراطور الصيني وانغ مانغ، والذي كان يعتنق البوذية، كان أقدم حاكم يحرم الاتجار بالعبيد في قرار أصدره بالقرن التاسع، ولطالما اتّخذت المعابد البوذية ملاذات آمنة "للعبيد" الفارين.