الجزائر (CNN)— أحدثت المقرّرات التعليمية ضجة واسعة في الجزائر وصلت حد إعلان وزارة التربية رفع دعوى قضائية ضد رئيس جمعية أولياء التلاميذ بالبلاد بسبب "التحريض على التوقف عن الدراسة"، إثر انتقادات واسعة للكتب المدرسية ومضامينها، خاصة ما يتعلّق بإسرائيل والتقسيم العرقي للجزائريين.
وأعلن نجادي مسقم، المفتش العام لوزارة التربية الوطنية، اليوم الاثنين، أن الصفحة التي يتم تداولها في فيسبوك، وتقسم الجزائريين إلى مجموعات عرقية، مأخوذة من كتاب شبه مدرسي لا علاقة له بمقرّرات وزارة التربية الوطنية، مشيرًا إلى أن الوزارة قرّرت مقاضاة الداعين إلى توقيف الدراسة بسبب هذه المقرّرات.
وتعود الصفحة إلى كتاب شبه مدرسي يحمل اسم "أطلس"، وجاء فيها أن 80 في المئة من الجزائريين عرب، والبقية خليط بين شاوية وقبائل كبرى وتوارف وبني ميزاب، وهو تقسيم خلّف انتقادات واسعة لتغييب مكونات أخرى منها الأمازيغ زيادة على حجم نسبة تقسيم العرب.
ويأتي تداول هذه الصفحة أيامًا قليلة بعد إعلان وزارة التربية الوطنية سحب كتاب مدرسي من الأسواق، بسبب "اكتشاف خطأ في صفحة من الكتاب المدرسي لمادة الجغرافيا للسنة الأولى متوسط"، ويتعلّق الأمر بوضع اسم إسرائيل على كل الأراضي الفلسطينية. ويُعرف الشعب الجزائري بمناهضته الواسعة لإسرائيل ورفضه كل أشكال التعامل والاعتراف بها.
وقال المفتش العام للوزارة في ندوة اليوم الاثنين إن لجنة خاصة ستعكف على تصحيح كل الأخطاء الواردة في الكتب المدرسية، وسيتم التنسيق مستقبلا مع لجان متكونة من أساتذة حتى يتم إعداد الكتب بشكل تشاركي، متحدثًا عن قرب إصدار مرسوم تنفيذي ينظم عملية طبع الكتب التي تتم حاليًا خارج رقابة وزارة التربية.
وكانت المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ قد وجهت نداء للمحامين قصد رفع دعوى قضائية يتم بموجبها تجميد كتب الجغرافيا بسبب وجود الاعتراف بإسرائيل وكذا الكتب التي تحاول "بث الفتنة وزعزعة أمن البلاد عبر تقسم عرقي غير صحيح"، منددة كذلك بـ"وجود أخطاء متعددة في بعض المقرّرات الأخرى".