الرباط (CNN)— خلف ورود أخطاء مطبعية وتغيير الخط العثماني في مقرّر للتربية الإسلامية بالمغرب جدلًا بين أوساط الأساتذة والمهتمين، ممّا دفع بوزارة التربية الوطنية إلى الرّد بكونها لم تبرمج أيّ كتاب مدرسي بالسنة الأولى من التعليم الابتدائي.
وقال بلاغ رسمي عن الوزارة اليوم الخميس، إن ما يروج بخصوص وجود "أخطاء مطبعية وتحريف لآية من الآيات القرآنية وتمريرها في بعض كتب التربية الإسلامية للسنة الأولى من التعليم الابتدائي"، يدفع بالوزارة إلى التوضيح كونها "لم تصادق على أي كتاب مدرسي بالسنة الأولى من التعليم الابتدائي لعدم إدراج وبرمجة أي كتاب دراسي لمادة التربية الإسلامية بهذا المستوى".
وحملت الوزارة كامل المسؤولية للناشرين المسؤولين عن "طبع وتوزيع هذه الكتب غير المقررة وكافة التبعات المترتبة عن أية أخطاء قد تشوبها"، متحدثة عن أن الكتب المصادق عليها تحمل على وجه الغلاف العلامة البصرية للوزارة وكذا رقم وتاريخ المصادقة.
في الجانب الآخر لم تعلّق الوزارة على جدل أثير مؤخرًا حول طريقة التعديل على المقرّرات الأخرى، ومن ذلك نقاش حول عدم تفسير آية "غير المغضوب عليهم ولا الضالين" في سورة الفاتحة، في وقت لم تدل فيه جمعية أساتذة التربية الإسلامية بأي آراء رسمية حول النقاش.
وتندرج هذه التعديلات في إطار مراجعة شاملة للمناهج في مقرّرات التربية الإسلامية، قامت بها وزارة التربية الوطنية تفعيلُا "للتوجيهات الملكية السامية، وفق تصور جديد للمادة يروم تلبية حاجات المتعلمين والمتعلمات الدينية التي يتطلبها الشرع حسب سنهم وزمانهم ونموهم العقلي والنفسي والسياق الاجتماعي وتنشئتهم وبناء شخصيتهم بأبعادها المختلفة الروحية والبدنية وإعدادها إعدادا شاملا ومتكاملا".
وتابع بيان سابق من الوزارة أن هذه التعديلات راعت "القيم الأصيلة للشعب المغربي القائمة على التشبع بمقومات الهوية الوطنية بثوابتها الدينية ومكوناتها المتعددة، مما تطلب اشتغالا متواصلا للجنة المشرفة على هذه العملية طيلة السبعة أشهر الأخيرة".
وكان ملك المغرب محمد السادس قد أصدر تعليمات إلى الحكومة في فبراير/شباط 2016 لأجل مراجعة مناهج وبرامج تدريس التربية الإسلامية، في مختلف مستويات التعليم المغربي، عبر"إعطاء أهمية أكبر للتربية على القيم الإسلامية السمحة"، و"القيم الأصيلة للشعب المغربي"، وكذا على "التفاعل الإيجابي والانفتاح على مجتمع المعرفة وعلى مستجدات العصر".