بعد 8 سنوات على التأسيس.. الأصالة والمعاصرة: سنكتسح الانتخابات المقبلة

العالم
نشر
8 دقائق قراءة
بعد 8 سنوات على التأسيس.. الأصالة والمعاصرة: سنكتسح الانتخابات المقبلة
Credit: facebook.com/CommunicationPAM
يطلق موقع CNN بالعربية زاوية خاصة لتتبع الانتخابات التشريعية المغربية المقرّرة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2016، عبر مجموعة من المواد المتنوعة ذات الأبعاد الإخبارية والتحليلية. ومنها سلسلة مواد حول أهم الأحزاب المغربية المتنافسة، وسيقع التركيز على الأحزاب التي نالت المراتب التسع الأولى في الانتخابات الجماعية لعام 2015، إذ سيتم نشر مواد عن هذه الأحزاب بشكل تسلسلي انطلاقًا من ترتيبها. إسماعيل عزام، الرباط (CNN)--  لم يسبق لحزب مغربي خلال فترة حكم الملك محمد السادس أن حقق قفزة في الانتخابات بالشكل الذي حققه حزب الأصالة والمعاصرة، فعشرة أشهر كانت كافية بعد تأسيسه ليحصد المرتبة الأولى في الانتخابات البلدية عام 2009، ويعلن عزمه اكتساح الانتخابات التشريعية المقبلة، إلّا أن الحزب تعرّض لاتهامات كبيرة من طرف عدة أحزاب مغربية بمحاولة الهيمنة على المشهد السياسي.

وخلق حزب الأصالة والمعاصرة جدلًا واسعًا على الساحة السياسية منذ تأسيسه، وارتبط الجدل أكثر بهوية مؤسسيه ومدى قربهم من مراكز السلطة، ومنهم فؤاد عالي الهمة، الوزير المنتدب الأسبق في الداخلية، ثم ارتبط الجدل بطريقة تشكيله بعد انبثاقه بشكل كبير عن حركة لكل الديمقراطيين التي شكّلها الهمة في الانتخابات التشريعية لعام 2007، ونهاية بتصدره الانتخابات البلدية في مناسبتين، الأولى عام 2009 والثانية عام 2015.

ورغم إعلان فؤاد عالي الهمة اعتزال العمل الحزبي بعد دخوله القصر الملكي مستشارًا للملك نهاية عام 2011، إلّا أن ذلك لم يوقف الجدل حول مسار تأسيس الحزب، وهو ما ظهر مؤخرًا في تصريحات الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية محمد نبيل بن عبد الله، عندما قال إن لحزبه مشكلة مع من هم وراء تأسيس الأصالة والمعاصرة، وهو ما جرّ عليه انتقادات غير معهودة من الديوان الملكي، عندما اعتبر هذا الأخير أن مستشاري الملك لا علاقة لهم بالحزب الحزبي.

وتشكّل حزب الأصالة والمعاصرة في غشت/أغسطس 2008 من أحزاب صغيرة زيادة إلى "الحركة من أجل كل الديمقراطيين"، وقد اخْتير حسن بنعدي أمينًا عامًا للحزب في أول مؤتمر له، بينما اختير الهمة نائبًا للأمين العام، غير أن بعض أمناء الأحزاب المشكلّة للأصالة والمعاصرة أعلنوا عن تراجعهم عن الاندماج، إذ شهدت انطلاقة الحزب نقاشَا قانونيًا حول مشروعية تأسيسه وصل إلى ردهات المحاكم، بسبب الموافقة على تأسيسه قبل إعلان حلّ جميع الأحزاب المشكلة له.

وحسب وثائق الحزب، فمرجعيته تتأسس على "قيم المواطنة والأصالة المغربية والتشبث بمقومات الأمة المغربية الأساسية كما ينص عليها دستور المملكة، وهي الدين الإسلامي السمح والملكية الدستورية والوحدة الوطنية المتعددة الروافد والاختيار الديمقراطي، وكذا الالتزام بالقيم الإنسانية الكونية الضامنة لحرية وكرامة الإنسان".

غير أن  مشروع الحزب الذي يتزعمه حاليًا إلياس العماري، أعلن أكثر من مرة أنه يناهض المشاريع الإسلامية ويرغب بالوقوف في وجه على الإسلاميين أو الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية، ومنها أساسًا حزب العدالة والتنمية، لذلك يكرّر الطرفان مواقفهما بعدم التحالف بينهما، زَاد من ذلك قوتهما الانتخابية الواضحة، فالعدالة والتنمية اكتسح الانتخابات التشريعية عام 2011 ووصل إلى رئاسة أوّل حكومة مغربية بعد الدستور الجديد.

وفي برنامجه المتعلّق بانتخابات 2016، ركز حزب الأصالة والمعاصرة على خمسة محاور في التنمية التي ينشدها، وهي استهداف معدل نمو اقتصادي مستدام بـ6 في المئة، وإنجاح رهان يجعل المغرب جسرًا اقتصاديًا محوريًا بين القارات، واعتماد تنمية مجالية في ضوء مبادئ الجمهوية المتقدمة، وتوسيع قاعدة الطبقة المتوسطة عبر توزيع عادل ومتضامن  للثروة يضمن تقليص الفوارق الاجتماعية.

كما ركز الحزب في برنامجه على نموذج اقتصادي بديل من خلال التصنيع والابتكار ودعم الاستثمار لتطوير وتنويع الصادرات، وتفعيل آليات الحكامة الجيدة وتعميم رقمنة المعاملات، واعتبار الجهوية المتقدمة رافعة لتنمية مستدامة، مما سيتيح حسب الحزب عدالة اجتماعية وخلقًا لفرص الشغل. ويضع الحزب لنفسه عددًا من المبادئ الموجهة منها تحصين المكتسبات والديمقراطية التشاركية والشراكة بين القطاعين العام والخاص.

الناطق الرسمي باسم الأصالة والمعاصرة: سنكتسح الانتخابات التشريعية!

كيف تردون على الاتهامات الكثيرة التي رافقت مؤسسي الحزب بكونهم قريبون من دوائر القرار، خاصة فؤاد عالي الهمة؟

خالد أدنون: فؤاد عالي الهمة مواطن كبقية المواطنين، وكان له كل الحق في ممارسة العمل الحزبي قبل أن تنتهي علاقته مع الأصالة والمعاصرة وهو اليوم مستشار لجلالة الملك وبعيد تمامًا عن العمل الحزبي. نحن اليوم أمام ولادة جديدة للحزب، بدأت منذ المؤتمر الثالث، فجوهر النقاش أن الحزب أحدث رجة قوية في المجال السياسي والتنظيمي والمرجعي، واستطاع تقديم نموذج سياسي جمع مجموعة من التوجهات ومن الأشخاص في هم ديمقراطي واحد.

لقد حقق الحزب بعد ثماني سنوات عدة مكتسبات، والدليل هو النتائج التي حصلنا عليها في الانتخابات الجماعية والجهوية الأخيرة وتصدرنا للمشهد السياسي، رغم الطعنات التي تلقيناها ممّن حاولوا استغلال ظرفية الربيع العربي، وبالخصوص حزب العدالة والتنمية.

ما هي توقعاتكم لترتيب الحزب في الانتخابات القادمة؟

خالد أدنون: كل المعطيات تؤكد أننا سنكتسح الانتخابات وليس فقط الفوز بالرتبة الأولى. نحن أول حزب أعلن عن مشروع برنامجه الانتخابي الذي بدأ أطر الحزب الاشتغال عليه منذ الانتخابات الجماعية والجهوية الأخيرة، وبرنامجنا قائم على تحليل دقيق للسياق الدولي ودراسة علمية للحصيلة الحكومية.

يتهمكم خصومكم السياسيون، خاصة "العدالة والتنمية" و"التقدم والاشتراكية" بأنكم تمارسون التحكم، ما ردكم؟

خالد أدنون: أولًا ما نستغرب له كيف يمكن لحزبين متباعدين إيديولوجيا أن يتحالفا بينهما؟. ثانيا هذه الاتهامات جزء من محاولات فاشلة لطعن حزب الأصالة والمعاصرة، فبعد اختراع مصطلحات غريبة كـ"التماسيح والعفاريت"، ها هم يخترعون مصطلح التحكم، علمًا أن من يمارس التحكم هو الحزب الذي يقود الحكومة، بالنظر إلى الوضعية الكارثية للمغرب على المستوى المحلي والدولي، وغياب التشاركية في الكثير من الملفات، فنحن لا نحكم كي نمارس التحكم، واشتغالنا يتم وفق القانون والدستور.

أليس الخلاف بينكم وبين "العدالة والتنمية" يعود كذلك إلى رغبتكم بمحاربة الإسلاميين ؟

خالد أدنون: مثل هذه العبارات تدخل كذلك في إطار التحكم الفكري لحزب العدالة والتنمية ومحاولة إيهام الناس بأننا ضد الدين وضد الإسلام. نحن ضد الإسلاماوية وضد الاستغلال السياسي للدين وللمشترك بين كل المغاربة وضد استيراد أفكار غريبة عن المجتمع ومحاولة فرض توجهات فكرية على الوطن. من هنا نوضح أن حزبنا لا يتجرّد من الأصالة المغربية التي يبقى الدين جزءًا منها.

أين يتموقع حزبكم على الخارطة الإيديولوجية؟

خالد أدنون: نحن حزب يسار وسط، يتبنى الديمقراطية الاجتماعية.