حمزة عتبي، الجزائر (CNN)-- دفعت الجزائر ثمنا باهظا من أجل استقلالها من خلال تقديمها قوافل من الشهداء الذين خضبت دماؤهم أرض البلاد ، وحققت الجزائر ثورة عظيمة في الفاتح من نوفمبر/ تشرين الثاني 1954، مهدت الطريق لعدة حركات تحررية في العالم وفتحت شهيتها للحرية، فسارت على دربها لتسترد حريتها المسلوبة في ثورة راح ضحيتها وفق معطيات رسمية مليون ونصف شهيد.
ومن خلال هذا التقرير، تقدم لكم CNN بالعربية، عشرة أسماء لثوار منهم من وهبوا أعمارهم لتعيش الجزائر حرة مستقلة، ولا تعد هذه الأسماء الأبرز على الإطلاق في تاريخ الثورة الجزائرية المظفرة، غير أنه جرى انتقاءها مراعاة لعامل التوزيع الجغرافي، علمًا كلمة مجاهد تعدّ مصطلحًا رسميا بالجزائر يصف المقاتلين الذين حاربوا الاستعمار الفرنسي، وتوجد وزارة في الجزائر تحمل اسم "وزارة المجاهدين".
شعباني... العقيد المغدور
تشبّع ابن مدينة بسكرة العقيد محمد شعباني بأفكار المدرسة الباديسية من خلال جريدة جمعية العلماء المسلمين، فاكتسب أفكار الكفاح المسلح ليكون في سن مبكرة مؤهلا لدخول معترك الكفاح عبر أولى العمليات من اندلاع الثورة ، وتدرج شعباني في المسؤوليات أثناء الثورة من كاتب مساعد في منطقة الصحراء إلى ملازم، حتى أصبح ضابطا ليعيّن بعدها على رأس المنطقة الثالثة من الولاية السادسة، ليكون بذلك أصغر عقيد في العالم، إلا أن مصيره بعد الاستقلال كان الإعدام من طرف رفاق السلاح.
حسيبة بن بوعلي ...حورية الثورة
سمح لها تكوينها التعليمي وانخراطها في الكشافة الإسلامية من أن تكون من بين أشهر نساء الثورة ذكاء والأكثر اضطلاعا بأحوال الشعب الجزائري ومعاناته من الاستعمار، فبعد انتقالها من مسقط رأسها بالشلف إلى العاصمة، لم تكن تعلم حسيبة بن بوعلي أنها ستكون رمزا للمرأة الجزائرية الحرة المناضلة من أجل استقلال بلادها، وبرز نشاطها مع السنوات الأولى من اندلاع الثورة بانخراطها في فوج الفدائيين، كما كان لها دور كبير في إشعال فتيل معركة الجزائر، أين استشهدت سنة 1957 بعدما رفضت تسليم نفسها اثر محاصرة قوات الاحتلال مكان تواجدها.
عباس لغرور.. أسد النمامشة
كان انضمامه المبكر إلى حزب الشعب الجزائري ومشاركته في مظاهرات 8 ماي 1945 التي حدثت في مسقط رأسه خنشلة، بداية للنضال السياسي للشهيد عباس الغرور الذي انخرط في الوهلة الأولى في الثورة المسلحة وقاد معارك ألحقت أضرار وخسائر في صفوف المستعمر كمعركة الجرف، وتبقى وفاة الشهيد لغرور غامضة إلى حد الساعة، بعد اغتياله في تونس مع عدد من أصدقاءه من طرف رفاقه، لما كان يخطط لعقد مؤتمر مصالحة بين قادة الولاية الأولى حول قرارات مؤتمر 20 أوت 1956.
العقيد لطفي.. ضرغام الجنوب
بخلاف رفاقه في النضال التحق "ولد دغين بن علي" المعروف باسم العقيد لطفي بصفوف جيش التحرير في السنة الثانية من اندلاع الثورة، وأشرف ابن مدينة تلمسان على العمليات الفدائية في الولاية الخامسة، ثم اتجه نحو الجنوب الغربي لقيادة العمليات العسكرية ضد العدو، وتدرج العقيد لطفي في عدة مسؤوليات إلى أن استقر عند رتبة عقيد في جيش التحرير، واستشهد لطفي في إحدى المعارك الضارية في جبل بشار سنة 1960 رفقة نائبه.
عبان رمضان.. مهندس الثورة
يطلق على القائد الثوري عبان رمضان مهندس الثورة الجزائرية نظير لدوره الفعال في تنظيم الكفاح المسلح وتنظيم مؤتمر الصومام الذي تم من خلاله توحيد الصفوف لمجابهة المستعمر حتى نيل الاستقلال، وتعرض عبان للتعذيب في السجون الفرنسية وتمت ملاحقته عدة مرات بسبب نشاطه مع المنظمة الخاصة، وكان من بين 12 عضوا لتولي مصير الثورة، وتم اغتياله في المغرب سنة 1957 من طرف قائد مجموعة "المالغ" آنذاك عبد الحفيظ بوصوف.
العربي بن مهيدي... زعيم مجموعة 22
يعد الشهيد الرمز العربي بن مهيدي من أبرز الأعضاء الناشطين في مجموعة 22 التي فجرت ثورة الفاتح نوفمبر 1954، سمح له رصيده النضالي في حزب الشعب أن يكون شخصية ثورية، واستطاع إقناع الجميع بضرورة اندلاع الثورة وهو صاحب المقولة الشهيرة "القوا بالثورة إلى الشارع يحتضنها الشعب"، وكان بن مهيدي ابن مدينة عين مليلة، خلال الثورة قائد للمنطقة الخامسة وهران، وكان من بين قادة مؤتمر الصومام التاريخي، كما جرى اعتقاله وتعذيبه وقتل شنقا من قبل الجنرال الفرنسي "بول أوساريس" سنة 1957 .
جبارة بشير.. صنديد الثورة
مشاركته في الحرب الهند الصينية وأداؤه الخدمة العسكرية في ألمانيا جعلت من الشهيد جبارة البشير المدعو سي سليمان ابن منطقة الشلالة بالبيض أحد صناديد الثورة الجزائرية، عُيّن في البداية فدائيا بقلب مدينة البيض حيث قام بعدة عمليات قتل ووضع قنابل في أماكن تواجد العسكريين الفرنسيين، كما أشرف على تأسيس العديد من مراكز جيش التحرير انطلاقا من منطقة بونقطة وصولا إلى جبل تامدة بالجنوب الغربي، وفي أواخر سنة 1958، غادر إلى المغرب الأقصى وعيّن قائد للقاعدة العسكرية ''العربي بن مهيدي'' إلى غاية سنة 1961 حين سقط شهيدا .
أحمد زبانة.. شهيد المقصلة
يعتبر أحمد زهانة المدعو زبانة، أول شهيد نُفذ فيه حكم الإعدام بالمقصلة إبان ثورة التحرير، بعد إلقاء القبض عليه من قبل السلطات الفرنسية إثر تنفيذه لعدة عمليات هجومية على مواقع عسكرية كعملية "لاماردو" في 1 نوفمبر 1954 ومعركة غار بوجليدة في 11 نوفمبر 1954 قبل أن يتعرض إلى إصابة بالرصاص، فحكمت عليه المحكمة سنة 1955 بالإعدام، لتعاد محاكمته مرة ثانية وتثبّت الحكم الصادر في حقه لينقل بعدها إلى سجن سركاجي، لينفذ عليه الحكم سنة 1956 .
سليماني سليمان... فهد الأسود
لقبته فرنسا بالفهد الأسود أو فهد الصحراء، لشراسته في القتال التي اكتسبها أثناء الحرب الفرنسية بالهند الصينية. هو ابن مدينة مشرية الرائد سليماني سليمان، الذي التحق بالثورة مباشرة سنة 1956 بعد فراره من مركز الجيش الفرنسي بوادي الشعير بالمسيلة، ونظرا لخبرته في القتال جعلت منه يخرج منتصرا في أغلب المعارك الساخنة التي كان يخوضها على غرار معركة الثلجة، وبعد الاستقلال تقلد عدة مسؤوليات في الجيش الجزائري إلى أن أحيل على التقاعد، توفي إثر حادث مرور سنة 1980 .
أمحمد بوقرة... شهيد تيطري
تعرض العقيد أحمد بوقرة المدعو سي أمحمد عدة مرات للاعتقال قبل اندلاع الثورة بسبب نشاطه في صفوف حزب الشعب حركة الانتصار للحريات الديمقراطية، ما مهد له الطريق سريعا لانخراطه في صفوف الثورة مع بدايتها، وتمكن بوقرة الذي كان قائدا للولاية الرابعة من دك مواقع العدو بضربات موجعة كمعركة بوزقزة وادي المالح ووادي الفضّة وكان العقيد بوقرة من بين الفاعلين الحقيقيين في صنع أحداث مؤتمر الصومام وتحديد مساره، واستشهد العقيد بوقرة بجبال المدية سنة 1959.