تونس (CNN)— لم تهدأ وتيرة الاحتجاجات في تونس خلال الأيام الأخيرة، فبعد إغلاق المحتجين لأكبر مناجم الفوسفات بالبلاد يوم السبت 1 أكتوبر/تشرين الأول 2016، قام محتجون اليوم الاثنين بقطع طريق في منطقة القنطرة بولاية سليانة، كما قطع محتجون طريقًا أخرى في ولاية صفاقس أمس الأحد.
وتعطلت حركة المرور بشكل كلي في منطقة القنطرة بولاية سليانة، بعدما قطع محتجون الطريق الرابطة مع ولاية القيروان، وأقدم محتجون على إشعال الإطارات النارية، ممّا أجبر عددًا من مستعملي الطريق على البحث عن منافذ أخرى للتنقل إلى القيروان، وطالب المحتجون بإيلاء هذه المنطقة حقها من التنمية إسوة بمناطق أخرى في تونس تطمح الحكومة إلى تنميتها للحدّ من احتجاجات سكانها.
ويوم أمس الأحد، أغلق عدد من سكان منطقة الصغار بولاية صفاقس الطريق الوطنية رقم 14 التي تربط مع ولاية قفصة، احتجاجًا على وفاة شاب إثر اصطدام سيارته بعمود كهربائي في أعقاب مطاردة دورية أمنية لسيارته، مطالبين بإجراء تحقيق في الواقعة ومعاقبة المتورطين.
وتأتي هذه التطورات بعدما أقدم عدد من حاملي الشهادات العليا بإغلاق منجم المتلوي الذي تديره الدولة في بالحوض المنجمي في ولاية قفصة، وأكدت الشركة في تصريحات رسمية أن الإنتاج توّقف كليًا منذ يوم السبت، بينما يتهم العاطلون سلطات قفصة بالتلاعب في أسماء المرّشحين للعمل الذين جرى انتقاؤهم بعد مفاوضات مع وزارة الطاقة والمناجم وجمعيات مدنية لعبت دور الوسيط.
وأدى إغلاق المنجم إلى تفاقم الوضعية الصعبة للفوسفات التونسي الذي تناقض إنتاجه بشكل مطرد خلال السنوات الأخيرة بسبب الاحتجاجات، ممّا ساهم في تأزيم حالة الاقتصاد بالبلاد، وكذا إلى تزايد المخاوف من احتقان اجتماعي خطير بولاية قفصة التي تعتمد بشكل أساسي على الفوسفات في بنيتها الاقتصادية، خاصة توفير العمل لعدد مهم من سكانها.
كما أغلق سكان من منطقة خمودة بولاية القصرين الطريق الرئيسية بالمنطقة يوم الجمعة الماضي، غير أن ذلك كان احتجاجًا على مرور الشاحنات الثقيلة التي يراها السكان سببًا في وقوع حوادث سير خطيرة، مطالبين بإحداث طريق أخرى لمثل هذه المركبات.