الرباط (CNN)— عام 1992، أعلنت فاطمة العلوي عن تأسيس حزب يعنى بالبيئة اسمه حزب الخضر الوطني للتنمية، غير أن الحزب، ورغم هذا التاريخ الذي تعلنه أمينته العامة، ورغم عدم صدور موقف للحزب بالمقاطعة، إلّا أن اسمه لم يُذكر في آخر مرسوم لوزارة الداخلية، حددت بموجبه الأحزاب المشاركة في الانتخابات ورموزها، كما لا يوجد ضمن اللائحة الكاملة للأحزاب المغربية في البوابة الوطنية للمملكة المغربية على الانترنت.
فاطمة العلوي، الخبيرة في المجال البيئي، والمتقاعدة حاليًا، تقدم نفسها بكونها أوّل سيدة تتزعم حزبًا سياسيًا بالمغرب، وترفض أن تسبقها لهذا الشرف سواء زهور الشقافي، الأمينة العامة لحزب المجتمع الديمقراطي، أو نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، ففاطمة العلوي تصرّ على أن حزبها قائم الذات، وأنه موجود على الساحة منذ 24 عامًا.
في تصريحات لـCNN بالعربية، تتحدث العلوي عن أن وزير الداخلية الأسبق، إدريس البصري، أخبرها ذات مرة بأن اسمها مقترح لتولي وزارة البيئة، غير أن العلوي رفضت هذا المنصب وأصرّت أن تستمر في عملها الأكاديمي. تتذكر العلوي أوّل إرهاصات تكوين هذا الحزب: "كنا في مؤتمر بريو في البرازيل، تحدثنا مطوّلًا عن التنمية المستدامة، فوجدنا أنفسنا نمارس السياسة رغما عنا، لذلك قررت تشكيل هذا الحزب".
تتهم فاطمة العلوي أجهزة الأمن بالتدخل ضد حزبها في مؤتمره التأسسيي الأول بمدينة المحمدية، وتتحدث عن أن الحزب شهد انطلاقة قوية حضر لها جمع غفير من الشعب لاهتمامه بالبيئة، كما تؤكد أن الحزب حصل في انتخابات 1993 على عدد مهم من الأصوات، كما أنها ربحت دعوى قضائية رفعتها ضد البصري في ذلك الوقت بسبب الترخيص، حسب قولها.
كما تتهم فاطمة العلوي الأحزاب البيئية الأخرى في المغرب، ومنها حزبان يشاركان في الانتخابات الجارية، بنسخ خطاباتها من "الخضر الوطني للتنمية"، كما تقول إن الحزب يتوّفر على أعضاء كثر في المغرب، وأن انتخابها على رأس الحزب يتم بشكل ديمقراطي كل أربع سنوات في مؤتمراته، لذلك فهي استمرت أمينة عامة منذ 1992.
العلوي التي تطالب بقراءة كتبها حول البيئة لفهم حزبها، ترفض القول إن السلطات لا تعترف بحزبها، وتتحدث عن أنه مرّخص بشكل قانوني، وأنه حصل على أولًا على ترخيص مؤقت من الداخلية في عدد من الجهات، كما حصل عام 2002 على ترخيص من وزارة العدل: "لا يوجد أيّ منع لحزبنا الذي يحمل رمز نوار الشمس، ومؤتمراتنا تعمل بشكل عادي".
عبد الله الجوط، عضو في التنظيم السياسي ذاته، يقدّم معلومات أكثر: "الحزب يتوّفر على قانون أساسي ومقر في العاصمة الرباط، جرى تأسيسه في إطار قانون الجمعيات، وبعد ذلك، وككل الأحزاب التي أنشئت قبل إصدار قانون الأحزاب، وضع ملفًا لملاءمته مع القانون الجديد وحصل على وصل يؤكد وضعه لهذا الملف عام 2014".
ويستطرد الجوط في تصريحات لـCNN بالعربية: "لا يمكن الحديث عن أننا غير موجودين سياسيًا ما دام ليس هناك حكم بحلّ الحزب أو منعه. حاولت مؤخرًا الترّشح باسم الحزب في إقليم شفشاون، لكن السلطات رفضت الترّشيح، ولما تقدمت بطعن إلى المحكمة، كرّر لي القضاء جواب السلطات المشرفة بأن العائق هو غياب اسم الحزب وشعاره في مرسوم الداخلية الذي يحددّ قائمة الأحزاب المشاركة في الانتخابات".