واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- قام فريق CNN بالتحقيق فيما زعمه المرشح للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب حول "داعش" والعراق والمسلمين، أثناء مناظرته الثانية للرئاسة الأمريكية، للتأكد من مدى صحته، وقد أظهرت افتراضاته حول الحرب في سوريا والأوضاع في العراق والموقف من المسلمين أنه لم يكن على حق أبدا في مزاعمه التي رددها أمام المشاهدين.
ما قاله ترامب: فقد قال ترامب إن الرئيس السوري بشار الأسد وروسيا وإيران، جميعهم يحاربون داعش. كما أنهم وحدوا صفوفهم الآن نتيجة ضعف سياسة أميركا الخارجية.
الحقيقة: في الواقع يحارب النظام السوري بمساعدة روسيا من يسميهم بـالـ"إرهابيين". ولكنه لطالما وجه هذا الاتهام إلى المجموعات التي تحاول التخلص من حكمه، ويشمل ذلك مجموعات تراها الولايات المتحدة على أنها قادرة على تحقيق أهداف التحالف التي تقوده، لطرد داعش من العراق والشام.
ورغم إصرار روسيا على استهداف داعش، يقول مسؤولون أمريكيون إن معظم الضربات الجوية الروسية تصيب الثوار الذين تدعمهم الولايات المتحدة لمحاربة قوات الأسد. وهذا أحد أسباب فشل تعاون البلدين للتوصل إلى آلية للضغط على داعش. إضافة لذلك، اتُهمت القوات السورية المدعومة روسيًّا باستهداف آلاف المدنيين داخل سوريا على مر الأزمة، ومؤخرًا في حلب.
وقال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، في مطلع هذا العام إنه بالكاد يوجد دليل على استهداف القوات الإيرانية لداعش داخل الأراضي السورية بالتحديد.
وبناءً على ذلك، فإن ما قاله ترامب عارٍ عن الصحة.
ما قاله ترامب: زعم ترامب أنه لم يكن مؤيدًا لغزو العراق عام 2003، ولو كان هو الرئيس، لما أرسل القوات الأمريكية إلى هناك.
الحقيقة: في الواقع، يؤكد سجل ترامب على كونه داعمًا للحرب على العراق قبل تصويت الكونغرس، بشهر، على تفويض القوة العسكرية عام 2002. كما أنه دعم الحرب بعد الغزو، ولم يعبر عن معارضته لها بشكل صريح إلا بعد مرور أكثر من عام عليها في مقابلة أجراها في آب/أغسطس 2004.
ويدل ذلك على عدم صحة ما زعمه ترامب.
يعتقد ترامب بأن مسلمي أمريكا ليسوا متعاونين على تنفيذ القانون، وقال ترامب إن على المسلمين "أن يحذّرونا من خطر الإرهاب" مشيرًا إلى تجاهلهم لرؤية القنابل في حادثة "سان برناردينو" بكاليفورنيا عام 2015.
الحقيقة: بعد النظر في حادثة سان برناردينو، اتضح أنه ليس هنالك ما يدل على أن أحدًا رأى القنابل وتجاهلها. ولا يوجد دليل على حصول المسلمين، الذين يعيشون في منطقة الهجوم نفسها، على معلومات كانوا قد تكتموا عنها.
ويقول أستاذ بجامعة "نورث كارولاينا"، تشارلز كرتزمان، إنه أجرى استطلاعًا عام 2013 للبحث في العلاقة بين مسلمي أمريكا والإرهاب على الأراضي الأمريكية. ووجد أنه منذ أحداث سبتمبر، ساهم مسلمو أمريكا بالكشف عن 54 شخص بين مشتبه بهم ومتورطين بأعمال إرهابية من أصل 188، بعد طلب السلطات مساعدة الجمهور. وعُثر على 52 شخص من خلال تحقيقات أجرتها الحكومة الأمريكية. وهذا يدل على عدم صحة ما قاله ترامب.