الرباط (CNN)-- أرجع إدريس لكريني، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض بمراكش، فوز حزب العدالة والتنمية بالمركز الأوّل في الانتخابات البرلمانية المغربية، إلى أربعة عوامل، تتلخص في وجود قطبية سياسية بينه وبين حزب الجرار، وقوة حزب المصباح، وإستراتيجيته في الدفاع عن حصيلته الحكومية، ثم استفادته من ضعف نسبة المشاركة.
وبخصوص السبب الأول، قال لكريني، الذي يرأس كذلك منظمة العمل المغاربي، إن الغالبية من الناخبين المغاربة اقتنعوا بأن الاقتراع سيجرى بين حزبين، هما العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة، وهو اقتناع بدأ من توّلي بنكيران رئاسة الحكومة، فانتقادات المعارضة تتجه في غالبيتها نحو العدالة والتنمية، خاصة وأن هذا الأخير يعطي الانطباع بأنه الوحيد المسؤول عن الحكومة، بينما غالبية انتقادات حزب المصباح للمعارضة تتجه نحو حزب الأصالة والمعاصرة.
أما السبب الثاني، فيخّص قوة الحزب "الإسلامي"، ومن ذلك حضوره الدائم في عمق المجتمع، وما ينتج عن ذلك من استمرار لقاءاته وتجمعاته، وامتلاكه لإعلام إلكتروني قوي، واستفادته من أحدث تكنولوجيات التواصل، زيادة على تعويله على أعضاء لم يتوّرطوا في قضايا فساد، ممّا جعله متميزًا عن عدد من الأحزاب المتنافسة، يتابع لكريني في تصريحات خاصة بـCNN بالعربية.
وبخصوص السبب الثالث، فيتمحور حول طريقة عرض الحزب لحصيلته الحكومية، فهو من جهة يرّوج لمنجزاته التي حققها على رأس الحكومة، ويعطي الكثير من الأرقام في هذا السياق، بينما يستنجد بمصطلحات "التحكم" "العفاريت والتماسيح" "الدولة العميقة" لتبرير إخفاقاته، زيادة على عدم استهانة الحزب في الرد على الخصوم السياسيين، الأمر الذي جعله يخرج بأقل كلفة من التدبير الحكومي، مستفيدًا ممّا وقع لحزب الاتحاد الاشتراكي لما كان على رأس الحكومة، يضيف لكريني.
السبب الرابع في نظر لكريني، هو استفادة الحزب من استمرار العزوف الانتخابي ومن ضعف نسبة المشاركة الانتخابية، أو يمكن القول إنه أقلّ الأحزاب تضرّرًا من تدني هذه النسبة، بما أن قواعده استمرت في التصويت عليه، وأضاف إليها أصواتًا جديدة، في وقت لم يصوت فيه الكثير من المتعاطفين مع تجربة اليسار على هذه الأحزاب، خاصة أحزاب فيدرالية اليسار الديمقراطي.
لمزيد من الأخبار والتقارير عن المغرب، تابعوا صفحتنا المغاربية على فيسبوك عبر هذا الرابط.