تونس (CNN)— تسير تونس في اتجاه تشديد مراقبة حدودها مع ليبيا، فبعد إعلان بناء حاجز ترابي على طول مئتي كلمتر ضمانًا لمنع المقاتلين من الانتقال بين البلدين، أكدت وزارة الدفاع أنها أطلقت مشاورات مع خبراء من ألمانيا والولايات المتحدة للبدء في أشغال المنظومة الإلكترونية بهذا الحاجز.
وأعلن وزير الدفاع التونسي، فرحات الحرشاني، في ندوة صحفية أمس الثلاثاء، إطلاق مشاورات مع الجانبين الأمريكي والألماني لمساعدة البلاد على مستوى المعدات، مؤكدًا كذلك وجود خبراء عسكريين بريطانيين على الأراضي التونسية للمساهمة في تدريب الجيش على مواجهة أفضل لتهديدات الجماعات المتطرفة، خاصة "داعش".
وأكد الحرشاني وجود تنسيق تونسي-جزائري قوي على كل الحدود المشتركة بينهما، بينما يبقى التنسيق مع ليبيا أقل، بسبب الأوضاع الليبية غير المستقرة وعدم توّفر حكومة الوفاق الوطني على جيش نظامي، مشيرًا إلى أن خطر الجماعات المتطرفة الموجودة في ليبيا يبقى قائمًا، ممّا يوجب الحيطة والحذر ومراقبة مشددة على الحدود.
وفي تعليقه على تعاون تونس مع خبراء عسكريين أجانب، قال مختار بن نصر، عقيد متقاعد بالجيش التونسي، إن بريطانيا اقتنعت بعد الهجوم الإرهابي الذي تعرّضت له مدينة سوسة التونسية عام 2015 وقتل فيه سياح بريطانيون بأهمية مساعدة الدول التي يتهددها خطر الإرهاب، وبالتالي التعاون مع تونس لمكافحة هذه الظاهرة، خاصة وأن كل أعضاء الحلف الأطلسي، الذي تعد تونس حليفة به، التزموا بدعمها في هذا المجال.
وتابع بن نصر في تصريحات لـCNN بالعربية أن عددًا من دول الحلف كألمانيا والولايات المتحدة، أرسلت مساعدات عسكرية مباشرة وأخرى قامت بالتدريب وأخرى ركّزت على الدعم الاستخباراتي، مشيرًا إلى أن التدريبات التي سيتلقاها أفراد الجيش التونسي على يد الخبراء البريطانيين تتمثل في التمرن على التقنيات القتالية على الحدود والعمل الاستخباراتي.
وأشار بن نصر أن الحدود التونسية-الليبية تبقى مكانًا مميزًا لإجراء هذه التداريب نظرا لوجود الصحراء الشاسعة، زيادة على أن هذه الحدود توّفر إمكانيات لاستفادة ميدانية من التداريب بما أن المنطقة تمثل مشكلًا أمنيًا لتونس يتطلب مراقبة دقيقة، وذلك في إشارة منه إلى استمرار وجود "داعش" فوق الأراضي الليبية، رغم الحملة الكبرى التي أعلنتها حكومة الوفاق ضده.