الجزائر (CNN)— طالبت وزارة الشؤون الدينية من الأئمة الجزائرية منع أيّ كتب تخالف المرجعية الدينية الرسمية من التداول في المساجد، ومنها الكتب التي تدعو إلى التشيّع أو تتحدث عن علماء الشيعة ومذهبهم، وفق تعليمة داخلية وجهتها للأئمة بداية هذا الأسبوع.
وصرّح جلول حجيمي رئيس نقابة الأئمة الجزائريين، في اتصال مع CNN بالعربية أن تعليمة وزارة الشؤون الدينية تُذّكر الأئمة بمنع أيالكتب الشيعية وتلك التابعة للطائفة الأحمدية وكل الطوائف والمذاهب التي "تناقض مرجعية البلاد"، مشيرًا إلى أن الأئمة "مطالبون بمراقبة كل الكتب التي تدخل إلى المساجد دون انتظار تعليمات من الوزارة الوصية لأن ذلك واجبهم".
وتابع حجيمي أن مصادر هذه الكتب غالبًا ما تأتي عبر بعض الحجاج الذين يتسلمونها من طرف حجاج آخرين بنية صادقة "دون علمهم لما تحتويه من أفكار خطيرة، إذ توجد فئة من المحسوبين على هذه الطوائف يوزعون كتبهم قصد نشر أفكار مذاهبهم".
وتأتي تعليمات وزارة الشؤون الدينية بعد تحذيرات متعددة أطلقتها الحكومة الجزائرية بشأن الطوائف والأقليات الدينية بالجزائر، فباستثناء أتباع المذهب الإباضي الذين يوجدون بكثرة في منطقة غرداية، فالجزائر لا تتسامح كثيرًا مع البقية الذين يدينون بغير الإسلام السني على المذهب المالكي.
وكان وزير الشؤون الدينية في الجزائر، محمد عيسى، قد صرّح قبل أسابيع أن وزارته ستنتصب طرفًا لمقاضاة أفراد من الطائفة الأحمدية، اعتقلهم الأمن الجزائري قبل أيام بسبب معتقدهم، مصرحًا أن الحكومة "حريصة على محاربة كل الطوائف الدخيلة على المجتمع حتى لا يتم تقسيمه".
كما صّرح رئيس المجلس الإسلامي الأعلى أبو عبد الله غلام الله إنه من حق رجال الأمن الجزائريين اقتحام البيوت السرية للطائفة الشيعية واعتقالهم، بسبب ما "يحدثونه من فوضى في البلاد"، متحدثًا كذلك عن أن الشيعة في الجزائر "مجرّد أعشاش صغيرة تعرفها السلطة".