ليبيا (CNN)-- أطلق نشطاء ليبيون على مواقع التواصل الإجتماعي "فايسبوك" حملة الكترونية تدعو للتظاهر للاحتجاج على الأوضاع المتردية التي أصبحت تعيشها العاصمة طرابلس بعد تصاعد الاشتباكات بين القوى المسلحة التي تسيطر عليها وتنامي الجرائم خاصة الاختطاف والقتل.
وحظي هاشتاغ "طرابلس تنتفض" بنسبة تفاعل كبيرة بين متصفحي الفايسبوك الذين نشروا صورا تضمنت كتابات ورسائل مختلفة عبّروا من خلالها عن سخطهم من الواقع الحالي للعاصمة طرابلس واستعدادهم للتظاهر ضدّه.
وتهدف الحملة الإلكترونية إلى لفت الأنظار إلى ما آلت إليه الأوضاع في طرابلس بسبب التطورات الأمنية الخطيرة الناتجة عن تنامي الخلافات بين القوى المسلحة المسيطرة على العاصمة وما رافقها من تدهور في الأوضاع المعيشية لسكانها في وقت يغيب فيه حضور الدولة خاصة بعد الصعوابات التي واجهها المجلس الرئاسي في فرض سلطته في العاصمة.
وتخضع العاصمة طرابلس منذ سنوات لسيطرة وسلطة قوى مسلحة، وتشهد هذه الفترة حالة من الاضطرابات المستمرة، بعد تصاعد تحركات هذه القوى لتتحول أحيانا إلى اشتباكات هدفها السيطرة على المواقع الحيوية بالمدينة وتعزيز النفوذ، مما جعل أغلب سكانها يعيشيون على وقع مخاوف دائمة خاصة بعد تزايد جرائم الإختطاف والسرقة والقتل.
ويعمل المشاركون في الحملة الإلكترونية التي أطلقوها على أن تنتقل إلى الشارع لتتحول إلى مظاهرات عارمة في كافة أحياء العاصمة من أجل التنديد بحالة اللاستقرار واللاأمن التي أصبحها يعيشها المتساكنون واستنكار تغوّل القوى المسلحة وتحكمها في مؤسسات الدولة بقوة السلاح.
وقال المشاركون في بيان "صار لزاماً على كل مؤسسات المجتمع المدني وكل فئات الشعب الخروج إلى الشوارع والميادين لوضع حد لهذا التلاعب بمصير العباد والبلاد والاستمرار في اعتصام مفتوح لإسقاط كل من كان سببا في هذه الأزمات الممنهجة، لا حل إلا خروجكم في مظاهرات سلمية عارمة تنهي الفوضى والسرقات والقتل".
كمال الكوافي علّق على ما تشهده الآن طرابلس قائلا إنها في خطر بسبب الصراعات التي لا تنتهي بين المليشيات المسلحة التي باتت تتحكم في الثروات ووتدخل في حياة الناس وتهددها، مشيرا في حديثه مع CNN بالعربية إلى أنه لا يمكن السكوت على ما يجري وعلى الأوضاع السيئة التي بات يعيشها الأهالي في كل المجالات.
أما علي عمران أحد الأعضاء في الحملة فيرى في تدوينة كتبها أن العصيان المدني ضروري أيضا لمنع أي تواجد مسلح في طرابلس، داعيا الموظفين إلى ايقاف العمل حتى يجبروا المتحكمين فى العاصمة أن يرحلوا عنهم.
غير أن الصحفي محمد النائلي المقيم في طرابلس، انتقد الرسائل التي تروّج لها الحملة مضيفا أنها مبالغ فيها بعض الشيء لأن العاصمة أفضل بكثير من عدة مناطق ليبية أخرى من حيث الأمن الذي ينعدم فقط في الليل في بعض المناطق التي تشهد اشتباكات بين القوى المسلحة.
وبخصوص تردي الأوضاع الإجتماعية للسكان وتدهور الظروف المعيشية يؤكد النائلي لـCNN، أن كل ليبيا تشهد أزمة اقتصادية انعكست على الحياة الإجتماعية ولا يقتصر الأمر على طرابلس وحدها، مشيرا أن ذلك ناتج عن الظروف التي عاشتها ومازالت تعيشها البلاد.