هل تنافس الشبح الصينية نظيرتها الأمريكية؟

العالم
نشر
3 دقائق قراءة

هذا المقال كتبه الزميل الباحث في القوة القتالية الجوية والتكنولوجيا، جاستن برونك، في برنامج العلوم العسكرية في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن، وما ورد فيه يعبر عن رأي الكاتب فقط ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر الشبكة.

(CNN)-- استعرضت القوات الجوية الصينية مقاتلتها الجديدة "الشبح J-20"، التي يصعب رصدها، أمام العامة ولأول مرة، الثلاثاء. ولطالما أشعلت الطائرة تلك نقاشات ساخنة في الدوائر الجوية لسنوات عديدة، بعدما سرّب مدوّنون عسكريون صينيوّن صورًا للنماذج المتنوعة لها قبل عملية الإنتاج.

وأصبح السؤال الرئيسي الآن: إلى أي مدى تهدد مقاتلة J-20 الهيمنة الجوية الأمريكية في منطقة المحيط الهادئ الآسيوية؟ وما مدى النقلة التي أحدثتها الطائرة تلك في قدرات الجيش الصيني؟

هل يجب على الولايات المتحدة القلق؟

عند مقارنة الـ J-20 بالمقاتلات الجوية الأمريكية "الشبح" مثل "F-22 رابتور" و" F-35" نستنتج، ودون شك، بأن أداء الأولى لا يتفوق على أداء المقاتلتين الأمريكيتين.

فجنيحات المقاتلة الصينية الأمامية، ومحركاتها ذات الحماية الرديئة، والزعانف العامودية في الجانب السفلي منها، جميعها يؤثر سلبًا على إمكانية اختفائها عن الرادارات. بالإضافة إلى ذلك، فإن الصين تفتقر إلى العديد من المعلومات حول الطلاءات الممتصة لأشعة الرادار، بالمقارنة مع الولايات المتحدة الأمريكية. والأهم من ذلك، إنه لأمر مستبعد جدًا أن تحظى الـ J-20 بجناح استشعار ذو مواصفات قريبة من الذي تحتوي عليه مقاتلتي الـ F-22 والـ F-35.

لكن، على الرغم من ذلك، تمتلك المقاتلة الصينية بعض الإيجابيات. فسبب حجمها الكبير، يمكنها حمل كمية أكبر من الوقود، وبالتالي يزداد مدى تحليقها ويتقلص اعتمادها على إعادة التعبئة الجوية للوقود. كما ستستوعب المقاتلة الصينية أسلحة أكبر، وصواريخ ذات مدى أبعد، أو حتى كمية أكبر من الذخائر الاعتيادية كتلك الجوية والجوية الأرضية.

وأخيرًا، إن استمر الدفاع الصيني بالإنفاق على مساراته الحالية فيما يتعلق بالولايات المتحدة وحلفائها، سيُنتج عددًا أكبر، بالتأكيد، من مقاتلات الـ J-20 ليناهز عددها الـ F-22 وحتى الـ F-35.

ما إيجابيات ذلك للصين؟

ستمكّن الـ J-20 القوات الجوية الصينية من القيام بهجمات ذات مدى بعيد وصعبة الاكتشاف، لتهدد بذلك القواعد الجوية، والناقلات، وأنظمة التحكم، والتحذيرات الجوية، والطائرات المزودة للوقود التي تعتمد عليها الولايات المتحدة وحلفاؤها لفرض قواتهم الجوية في المساحات الشاسعة من منطقة المحيط الهادئ الآسيوية.

وستشكل المقاتلات الصينية تهديدًا على الولايات المتحدة في بعض السيناريوهات كالمواجهة فوق تايوان أو جزر سينكاكو المتنازع عليها. أما بالنسبة للجيوش الأخرى التي لا تملك قدرات كبيرة في المنطقة كاليابان وكوريا الجنوبية وتايوان، فتمثّل الـ J-20 نقلة نوعية لمصدر تهديدهم العسكري الرئيسي، ألا وهو القوات الجوية الصينية.