الرباط (CNN)—أودعت السلطات الأمنية ثمانية أشخاص رهن الاعتقال الاحتياطي في أعقاب تحقيق تقوم به الشرطة القضائية بشأن وفاة محسن فكري. وقد رجّحت النيابة العامة أن تكون وفاته ناتجة عن قتل غير عمدي، ويتعلق الأمر بتاجر السمك الذي لقي مصرعه يوم الجمعة الماضي داخل آلة ضغط النفايات بشاحنة معدة لهذا الغرض، في مدينة الحسيمة، شمال المغرب.
وأعلن الوكيل العام للملك (النائب العام) لدى محكمة الاستئناف بالحسيمة أن قاضي التحقيق أمربإيداع ثمانية أشخاص من أصل 11 رهن الاعتقال الاحتياطي، وهم اثنين من رجال السلطة، ومندوب الصيد البحري، ورئيس مصلحة بمندوبية الصيد البحري، وطبيب رئيس مصلحة الطب البيطري، وثلاثة مستخدمين بشركة النظافة، بينما يستمر التحقيق مع الثلاثة المتبقين في حالة سراح.
كما ذكر بلاغ آخر للنائب العام ذاته، أن محسن فكري اشترى من بعض الصيادين بميناء الحسيمة حوالي نصف طن من سمك يدعى "بوسيف"، محظور صيده خلال هذه الفترة، وأن الراحل كلّف أحد الأشخاص بنقل هذه الأسماك على متن سيارة نقل لم تخضع للمراقبة عند مغادرة الميناء، ممّا أدى إلى تبليغ مصالح الأمن المعنية التي أوقفت السيارة بالخارج.
وأشار البلاغ ذاته إلى أن الأمن، وبحضور ممثل مندوبية الصيد البحري، وجد مخالفات للقانون المنظم لصيد السمك في البضاعة، ليتم الاتصال بالنيابة العامة. وقد أفاد الطبيب البيطري بعدم صلاحية الأسماك للاستهلاك لعدم التأكد من مصدرها، الأمر الذي يعني إتلافها، ممّا حذا إلى استدعاء شاحنة نقل النفايات للقيام بالعملية، يقول البلاغ.
غير أن أن مندوب الصيد البحري ورئيس مصلحة الصيد البحري والطبيب البيطري وممثل للسلطة المحلية عمدوا إلى تحرير محضر بإتلاف السمك المحجوز قبل القيام بهذه العملية، تم تسليم أصله لممثل الشركة الخاصة بالنفايات، وهو ما وصفته النيابة العامة بـ"جناية التزوير في أوراق رسمية".
وقال النائب العام إنه في الوقت الذي كانت مصالح شركة نقل النفايات تهم بمحاولة نقل الأسماك من السيارة إلى شاحنة نقل النفايات، وبعد تلقي سائق هذه الأخيرة إشارة من أحد عمال الشركة بتزويد آلة الضغط بالكهرباء، صعد الراحل مصحوبا ببعض الأشخاص إلى الجهة الخلفية للشاحنة لمنع وضع الأسماك بها، وفي هذه الأثناء اشتغلت آلة الضغط جرّاء جر الجهاز الموجود في يمين الجهة الخلفية للشاحنة، ممّا أدى إلى وفاة محسن فكري.
وتابع النائب العام أنه "لم يثبت صدور أيّ أمر بالإعتداء على الضحية من طرف أي جهة"، وذلك في إشارة إلى ما ترّدد في وسائل التواصل الاجتماعي بالمغرب من ترديد أحدهم لعبارة "طحن مو" (إطحن أمه) في حق الراحل، مبرزا أنه يرّجح فرضية "طابع القتل غير العمدي" فيما وقع، مشيرًا إلى أن القضاء سيقرّر في القضية، وأن النيابة العامة ستواصل البحث في المخالفات المتعلقة بالصيد البحري.
جدير بالذكر أن وفاة محسن فكري خلفت احتجاجات واسعة، جرى تنظيمها في أكثر من 20 مدينة، كما أعطى الملك محمد السادس تعليماته لوزير الداخلية لأجل تحقيق معمّق في القضية.