واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- بعد مرور أشهر على قيادة كلينتون لحملة انتخابية ركزت خلالها على ضرب صورة منافسها الجمهوري، دونالد ترامب، تجد المرشحة الديمقراطية نفسها في وضع تحتاج معه إلى إعادة تركيز الاهتمام الإعلامي على صورة ترامب بعدما تلطخت حملتها من جديد بالأصداء حول التحقيقات الفيدرالية عن الرسائل الإلكترونية خلال توليها وزارة الخارجية.
كلينتون أمضت عدة أشهر وهي تعمل جاهدة لإظهار أن ترامب ليس مستعدا ذهنيا وأخلاقيا للرئاسة، وكان أمل حملتها أن تساعد تلك الصورة عن ترامب في جذب المقترعين المترددين في الأيام الأخيرة من المنافسة الانتخابية ودفعهم إلى التفكير مرتين قبل المساهمة في إيصال ملياردير متذبذب المزاج إلى البيت الأبيض.
ولكن انقلاب الصورة بعد أزمة الرسائل التي عُثر عليها في جهاز كمبيوتر استخدمته هُما عابدين وزوجها المنفصل عنها، أنطوني وينر، عطل خطط كلينتون تماما، إذ قبل أيام على الانتخابات امتلأت شبكات الإعلام بالأخبار عن التحقيقات حول تصرفات كلينتون وليس حول أخطاء ترامب.
ومع أنه ما من دليل حاليا على حصول أضرار دائمة في الحملة السياسية لكلينتون، غير أن الاستطلاعات الحالية تشير إلى تقلص الفارق بين المرشحين قبل يوم الاقتراع، ما يجعل الجمهوريين في موقف لا يحسدون عليه، مع محاولتهم الإفلات من دائرة الضوء قبل موعد الانتخابات.
ولم تقصّر حملة كلينتون في استهداف أخطاء ترامب خلال الفترة الماضية، فاستغلت في الإعلانات قضايا التحرش الجنسي المساقة بحقه وموقفه من المرأة، كما بحثت في ماضيه الشخصي والسياسي للعثور على ما يربطه بروسيا ورئيسها فلاديمير بوتين.
ويرى مراقبون أن على كلينتون ألا تركز في الفترة المقبلة على مواصلة الحديث عن صورة ترامب وعدم أهليته لتولي السلطة لأن مواصلة الضرب على هذا الوتر لن يكون مفيدا لها، خاصة وأنه قد سبق لها أن انتصرت عليه في ثلاث مناظرات وفقا للجمهور، ومع ذلك تمكن من إعادة رجم الفجوة الجماهيرية مع مرور الوقت.
بل إن ترامب نجح في قلب الموازين ورسم صورة سلبية عن كلينتون وحملتها الانتخابية، وأظهر فترة ولايتها المحتملة في البيت الأبيض على أنها فترة تشوبها التحقيقات والفضائح والقضايا القانونية، وخاطب أنصاره مؤخرا بالقول إنه بحال انتخاب كلينتون فإنها ستكون الرئيسة التي تخضع لتحقيق جرمي خلال فترة توليها السلطة.