دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- وسط ترقب العالم انتخاب رئيس جديد للولايات المتحدة الأمريكية في الانتخابات العامة، الثلاثاء، نعرض عليكم ملف أبرز الفضائح والقضايا المثيرة للجدل التي أثارت الرأي العام حول المرشحين الرئاسيين، الديمقراطية هيلاري كلينتون، والجمهوري دونالد ترامب، خلال حملتهما الانتخابية، والتي ربما رافقتها ملفات وأحداث غير مسبوقة على مستوى الصراع الانتخابي الرئاسي.
هيلاري كلينتون
من أبرز القضايا التي سلّط الوسط السياسي الضوء عليها فيما يتعلق بكلينتون، كانت لجنة التحقيق في هجوم بنغازي على القنصلية الأمريكية في ليبيا الذي أسفر عن مقتل السفير الأمريكي، كريستوفر ستيفنز، وثلاثة آخرين في سبتمبر/ أيلول عام 2012.
إذ اتهم الجمهوريون إدارة أوباما وكلينتون بتضليل الشعب حول تفاصيل القضية لأسباب سياسية وأثاروا تساؤلات حول ما إذا وفرت وزارة الخارجية الأمن الكافي في المواقع الدبلوماسية وما إذا طالبت واشنطن قوات الأمن الاحتياطية بـ"التنحي" عوضاً عن توفير الدعم للعناصر الأمريكية هناك ممن كانوا لا يزالون تحت النار آنذاك.
كما كشفت جلسة التحقيق في هجوم بنغازي في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2015، أن كلينتون أبلغت كلا من رئيس الوزراء المصري آنذاك هشام قنديل، وعائلتها أن الهجوم كان متعمدا، وأنه نُفذ من قبل مجموعة إرهابية تشبه تنظيم القاعدة، ما أدى إلى مهاجمة الجمهوريين لكلينتون واتهامها وإدارة أوباما بإخفاء علاقة الهجمات "بالإرهابيين خوفا من تقويض ذلك لأحد ركائز حملة إعادة انتخاب أوباما التي كانت حينها في الأسابيع الأخيرة لها – والتي تمحورت حول فعاليته في مكافحة الإرهاب" إشارة إلى قضائه على زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن."
ولم يقتصر التدقيق في خلفية كلينتون السياسية خلال خدمتها وزيرة للخارجية على قضية تعاملها مع هجوم بنغازي فحسب، إذ لاحقت المرشحة الديمقراطية قضية "رسائل بريدها الإلكتروني" خلال خدمتها وزيرة للخارجية بين عامي 2009 و2013، حيث أثار استخدامها لخادم بريد إلكتروني خاص بدلا من استخدام بريد تابع للوزارة العديد من الانتقادات والتساؤلات حول مصداقيتها وموثوقيتها وسط اتهامات بعدم مراعاة أمن الدولة.
وفتح مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) تحقيقا في قضية استخدامها لخادم البريد الإلكتروني الخاص، وبعد أشهر من التحقيق قرر المكتب إغلاق التحقيق في أوائل العام الجاري.
وصرّح مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكية، جيمس كومي، بأن كلينتون كانت في "غاية الاستهتار" بقضية البريد الإلكتروني الخاص ولكنه لا يوصي بتهم ضدها.
ورغم ذلك، عاد كومي في أكتوبر/ تشرين الأول 2016، ليعلن أن مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) عثر على "كنز" من رسائل البريد الإلكتروني لهما عابدين، إحدى كبار مساعدي كلينتون، وسط تحقيق منفصل في فضيحة أخرى تتعلق بزوج عابدين، النائب الديمقراطي السابق لولاية نيويورك، أنتوني وينر، الذي أرسل رسائل جنسية وصوراً فاضحة للنساء على الانترنت.
وقال كومي إن المكتب يُراجع رسائل بريد إلكترونية عُثر عليها على أجهزة كمبيوتر متعددة تتعلق بالتحقيق في قضية احتوائها على محتوى جنسي مزعوم مع فتاة قاصر لوينر الذي انفصلت عنه عابدين في الأشهر الماضية، وقال المحققون إنه يُحتمل أن تكون تلك الرسائل متصلة بخادم البريد الإلكتروني التابع لكلينتون. ليعود كومي ويعلن قبل يومين من الانتخابات أن مراجعة الرسائل الجديدة انتهت، وأنها لم تغير النتيجة التي توصل إليها المكتب في يوليو/ تموز الماضي، بعدم توجيه اتهامات لكلينتون بشأن استخدام بريد إلكتروني خاص، خلال عملها في وزارة الخارجية.
ومن جانبها، حاولت كلينتون تحويل التساؤلات عنها إلى تساؤلات عن مدى جاهزية ترامب للرئاسة.
كما أظهرت رسالة بريد إلكترونية نشرها "ويكيليكس" ما يبدو أنه تحذير أرسله مسؤول في وزارة العدل الأمريكية لحملة كلينتون، حول مراجعة الوزارة لرسائلها الإلكترونية، في وقت تقع فيه وزارة العدل في دائرة الضوء حول تعاملها مع التحقيق في قضية بريد كلينتون الإلكتروني.وبالمقابل، لا زال موقع التسريبات "ويكيليكس" ينشر كميات من الرسائل البريدية المقرصنة لكلينتون (التي لا يمكن لشبكة CNN التحقق من صحتها)، والتي أثارت ضجة حول فترة خدمتها وزيرة للخارجية ومؤسستها الخيرية، في ضوء ظهور رسائل إلكترونية نشرها الموقع تُفيد باشتراط حصول مؤسستها على تبرع بقيمة 12 مليون دولار من المغرب مقابل حضورها مبادرة نظمتها المؤسسة في المغرب العام الماضي.
وتساند الرسالة الإلكترونية مزاعم نظير كلينتون الجمهوري، دونالد ترامب، التي تتمحور حول انتماء كلينتون إلى ما وصفها بـ"النخبة السياسية الفاسدة التي تسعى إلى بسط نفوذها في وزارة العدل." ويُذكر أنه خلال فصل الصيف، قبل أيام من إعلان مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) أنه استكمل تحقيقاته في قضية الخادم الخاص لبريد كلينتون الإلكتروني، التقى بيل كلينتون مع النائب العام في FBI، لوريتا لينش، على متن طائرتها الحكومية، ما أثار اتهامات حول تضارب المصالح.
دونالد ترامب
أما ترامب، فقد تعددت "فضائحه"، إذ يُعرف المرشح الجمهوري بتصريحاته المثيرة للجدل إذ كشف عن عدد من رغباته التي قد يسعى لتحقيقها حال فوزه بسباق البيت الأبيض، تتضمن مراقبة المساجد، وإخضاع اللاجئين السوريين لبرامج مراقبة، ومنع دخول المسلمين الولايات المتحدة بالإضافة إلى إعادة استخدام أسلوب التعذيب "الإيهام بالغرق."
وإحدى أبرز القضايا التي تصدرت اهتمام الإعلام ليس فقط في الولايات المتحدة وإنما عالميا، هي تصريحات ترامب حول استراتيجياته للتعامل مع قضايا الهجرة، وخاصة المهاجرين من جارة أمريكا المكسيك، إذ وصف ترامب المكسيكيين الذين يأتون إلى الولايات المتحدة بأنهم "قتلة ومغتصبون،" ودعا إلى بناء "جدار عظيم" يفصل بين الولايات المتحدة والمكسيك، زاعما بأنه سيجعل المكسيك تدفع ثمنه.
ونال اللاجئون السوريون حصتهم مما وُصف بـ"عنصرية" ترامب، إذ دعا ترامب لفرض برامج مراقبة مشددة على دخول اللاجئين السوريين إلى الولايات المتحدة، واصفا الرئيس أوباما بأنه "مجنون" للسماح بدخول اللاجئين عامة والسوريين بشكل خاص.
ولم تقتصر تصريحات ترامب على السوريين فحسب، إذ طالت المسلمين جميعا، عندما دعا المرشح الجمهوري المثير للجدل إلى حظر شامل لدخول المسلمين للولايات المتحدة، بالإضافة إلى مراقبة المساجد وتأسيس قاعدة بيانات للمسلمين الذين يعيشون في الولايات المتحدة.
ودافع ترامب عن تصريحاته التي أثارت موجة من الغضب العالمي وتهما موجهة له بـ"العنصرية" و"التصنيف العرقي".
وطالت "عنصرية" ترامب ليس فقط الأعراق والأديان، وإنما الجنس أيضا، إذ تصدرت عناوين الأخبار فضيحة توجيه عدد من السيدات تهما بالتحرش الجنسي له.
كما تلقى ترامب العديد من الانتقادات الحادة حول تصريحات سابقة له حول التحرش بالنساء.
ومن جانبه، نفى ترامب التهم وأعلن أنه سيرفع قضايا ضد السيدات اللاتي اتهمنه "زوراً" بالتحرش، بينما حاولت زوجته، ميلانيا، الدفاع عن تصريحاته "المبتذلة" قائلة إنها مجرد "حديث صبياني".
واستغلت كلينتون قضية تصريحاته المسيئة للنساء والاتهامات بالتحرش الجنسي لصالح حملتها الانتخابية، خاصة في ضوء كونها أول مرشحة عن حزب كبير في الانتخابات الرئاسية الأمريكية وفي طريقها إلى أن تصبح أول رئيسة في تاريخ الولايات المتحدة.