احتجاجات بالمغرب على حضور إسرائيل في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ

العالم
نشر
4 دقائق قراءة
احتجاجات بالمغرب على حضور إسرائيل في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ
العلم الإسرائيلي في مؤتمر المناخ بالمغربCredit: CNN

الرباط (CNN)—موازاة مع مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في دورته 22 المنظمة بمدينة مراكش، يعيش المغرب على وقع احتجاجات تنظمها مجموعة من الهيئات السياسية والحقوقية احتجاجًا على رفع العلم الإسرائيلي في مكان انعقاد المؤتمر ومشاركة محتملة لوفد إسرائيلي.

وتتهم الهيئات المحتجة منظمي هذا الحدث بـ"التطبيع" مع إسرائيل، وبالخروج عن "إجماع" المغاربة ومؤسساتهم على رفض كل أشكال التعامل مع إسرائيل، بمبرّرات تعود إلى مساندة الصف الفلسطيني وانتقاد ما يرونه انتهاكات يقوم بها الجانب الإسرائيلي، زيادة على رفضهم الاعتراف بإسرائيل.

ونظمت "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين"، وهي إطار جمعوي يضم عددًا من الشخصيات المغربية، وقفة بالعاصمة الرباط يوم الأربعاء الماضي، حضر لها العشرات، وهتف المحتجون بشعارات معادية لإسرائيل، كما قاموا بإحراق علمها، مطالبين بعدم استقبال أيّ إسرائيلي في المؤتمر وبإنزال العلم الإسرائيلي.

كما نظمت فعاليات مدنية بمدينة الدار البيضاء وقفة يوم الجمعة الماضي، مستنكرين الحضور الإسرائيلي في المؤتمر. وانضمت إلى الاحتجاجات جماعة العدل والإحسان المعارضة، ومنظمة التجديد الطلابي المحسوبة على حزب العدالة والتنمية، والجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وقامت الهيئتان الأخيرتان بإلغاء أنشطة مقررة لهما في المؤتمر احتجاجًا على الحضور الإسرائيلي.

وأصدر الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان بلاغًا تحدث من خلاله أن رفع العلم الإسرائيلي يأتي  "في الوقت الذي تستمر فيه جرائم الكيان الصهيوني الغاصب في حق الشعب الفلسطيني على امتداد أكثر من ستة عقود.. ، وفي الوقت الذي يتابع فيه الرأي العام استمرار حصار قطاع غزة، وتوسيع الاستيطان، وقمع سكان القدس.. ".

وقال الائتلاف الذي يضم عددًا من الجمعيات الحقوقية إن شعب المغرب "يرفض كل أشكال التطبيع مع كيان استعماري استيطاني وعنصري، لتعارض ذلك مع قيم ومبادئ حقوق الإنسان الكونية"، مطالبًا الدولة المغربية بتقديم توضيحات حول أسباب رفع العلم المذكور فوق التراب المغربي، داعيًا القوى المغربية إلى التحرك لأجل الضغط على الدولة حتى تتراجع عن "القرار المهين لكرامة الشعب".

ورّد صلاح الدين المزوار، رئيس الدورة، على هذه الاتهامات، متحدثا عن أن المؤتمر "يجمع الدول المنضوية تحت لواء الأمم المتحدة، وأن إسرائيل إحدى هذه الدول"، مضيفًا في ندوة صحفية أن التصدي لتأثيرات تغيّر المناخ يهم جميع البشر على كوكب الأرض وكل الحكومات، ومنها كذلك الحكومة الفلسطينية، التي كان المغرب "من أكبر الداعمين لها حتى تكون هناك لها دولتها الفلسطينية المستقلة".

وتابع المزوار، وهو وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال بالمغرب، أن بلاده تبقى مستضيفةً لمؤتمر يخصّ الأمم المتحدة، ولا يمكن لها الخروج عن مقتضيات الأمم المتحدة في هذا الجانب، بما أنها هي من تتكفّل بقائمة الضيوف والأطراف الحاضرة، نافيًا أن يكون في الحضور الإسرائيلي بالمؤتمر أيّ جوانب سياسية، متهمًا بعض المحتجين على هذا الحضور بـ"استغلال ما يجري لإثارة مواضيع سياسوية".

جدير بالذكر أن المغرب يحتضن فعاليات الدورة الثانية والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ، أو ما يعرف اختصارا بـ"كوب 22"، وبدأت هذه الدورة يوم السابع من نوفمبر/تشرين الثاني 2016 وتنتهي يوم 18 منه، ويحضرها أزيد من أربعين رئيس دولة وحكومة.