واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- يتطور تنظيم "داعش" وغيره من الجماعات الإرهابية بطرق سترغم الولايات المتحدة والدول الأوروبية على تبني استراتيجيات جديدة لمكافحة الإرهاب، وفقا لمشرعين أمريكيين ومحللين ومسؤولين بالأمن الأوروبي.
إذ كشف تقرير صدر الخميس عن وكالة الأمن الأوروبية "يوروبول،" أنه بينما يتعرض "داعش" لضغوط متزايدة في الشرق الأوسط، سيشن هجمات إرهابية في القارة في "المستقبل القريب"، باستخدام تقنيات وتكتيكات أتقنها في سوريا والعراق، مثل استخدام المركبات المفخخة وعمليات الخطف.
وتأتي هذه التوقعات القاتمة، بينما يبحث المشرعون الأمريكيون قدرة "داعش" الخطيرة على التأقلم، وناقشوا كيف ينبغي العمل على تغيير النهج الأمريكي في مكافحة الإرهاب ردا على ذلك. إذ أتاحت التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي لـ"داعش" بمواصلة تجنيد وتدريب عناصر لتنفيذ هجمات خارجية متطورة، رغم أنه فقد أكثر من 55 في المائة من الأراضي الخاضعة لسيطرته الشرق الأوسط منذ 2014.
قال السيناتور الأمريكي الجمهوري رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، بوب كوركر: "أثبت تنظيما داعش والقاعدة قدرتهما على الصمود في وجه الضغوط الشديدة، عبر إعادة اختراع أنفسهم والاستفادة من الصراعات في جميع أنحاء العالم للتجذر بين السكان المحليين."
اقرأ.. معركة الموصل: كيف يقاتل داعش للحفاظ على معقله بالعراق؟
وقال دانيال بنجامين، المنسق السابق لمكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية، إن على الولايات المتحدة أن تعيد النظر في استخدامها وسائل التواصل الاجتماعية للمراسلة، لمواجهة التطرف العنيف، أو الضغط على حلفائها في الشرق الأوسط لتبني هذه الاستراتيجية، في نهج أكثر عملية.
وأضاف بنجامين أن الشباب "بشكل خاص لن يكونوا يصغون إلى الرسائل التي ننشرها. علينا الابتعاد عن مكافحة الرسائل الموجودة والتوجه إلى تدخل مباشر في المجتمعات عبر المدرسين ومقدمي الرعاية الصحية والقادة الدينيين الذين يمكنهم التدخل عندما يرون أفراد عرضة لخطر التطرف."
وأوصى بنجامين أيضا ببناء شراكات مع البلدان النامية، والتأكيد على سيادة القانون وإنفاق المزيد من الأموال على التنمية والدبلوماسية، مؤكداً أن ذلك "يعاني من حالة نقص في التمويل، يُرثى لها."
وعلق خوان زاراتي، نائب مستشار الأمن القومي السابق لقضايا الإرهاب في إدارة الرئيس الأسبق، جورج دبليو بوش، أنه سيكون من الضروري أن يكون هناك "خطة شبيهة لخطة المارشال (لدعم أوروبا الغربية عبر الدعم الاقتصادي) للتعامل مع الفراغات التي لا مفر منها والتي يسدها الإرهابيون،" عندما يُهزم "داعش" نهائياً في أماكن مثل معقله في العراق، الموصل.